للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث الواردة في (الزهد)]

١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا أدّى العبد حقّ الله وحقّ مواليه كان له أجران» . قال: فحدّثتها كعبا. فقال كعب:

ليس عليه حساب ولا على مؤمن زهد «١» ) * «٢» .

٢-* (عن ابن مسعود- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنّها تزهّد في الدّنيا وتذكّر الآخرة» ) * «٣»

٣-* (عن سهل بن سعد السّاعديّ- رضي الله عنه- قال: أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رجل فقال: يا رسول الله، دلّني على عمل، إذا أنا عملته، أحبّني الله، وأحبّني النّاس فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ازهد في الدّنيا، يحبّك الله، وازهد فيما في أيدي النّاس، يحبّوك» ) * «٤» .

() الأحاديث الواردة في (الزهد) معنى

٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه كان يقول: آلله الّذي لا إله إلّا هو، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع. وإن كنت لأشدّ الحجر على بطني من الجوع. ولقد قعدت يوما على طريقهم الّذي يخرجون منه، فمرّ أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلّا ليشبعني، فمرّ ولم يفعل، ثمّ مرّ بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلّا ليشبعني، فمرّ فلم يفعل، ثمّ مرّ بي أبو القاسم صلّى الله عليه وسلّم فتبسّم حين رآني، وعرف ما في نفسي وما في وجهي. ثمّ قال: يا أبا هرّ! قلت: لبّيك يا رسول الله، قال: الحق، ومضى. فتبعته فدخل فاستأذن، فأذن لي، فدخل فوجد لبنا في قدح، فقال: من أين هذا اللّبن؟ قالوا:

أهداه لك فلان- أو فلانه- قال: أبا هرّ! قلت: لبّيك يا رسول الله، قال: الحق إلى أهل الصّفّة «٥» فادعهم لي.

قال: وأهل الصّفّة أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم، ولم يتناول منها شيئا، وإذا أتته هديّة أرسل إليهم، وأصاب منها، وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللّبن في أهل الصّفّة؟ كنت أحقّ أن أصيب من هذا اللّبن شربة أتقوّى بها، فإذا جاءوا أمرني فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللّبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلّى الله عليه وسلّم بدّ، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا، فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت. قال: «يا أبا هرّ» ، قلت: لبّيك يا


(١) قال النووي- رحمه الله-: وهذا الذي قاله كعب يحتمل أنه أخذه بتوقيف ويحتمل أنه بالاجتهاد ... (انظر صحيح مسلم بشرح النووي، ج ١١، ص ١٣٦) ، والمزهد قليل المال.
(٢) مسلم (١٦٦٦) .
(٣) ابن ماجة (١٥٧١) واللفظ له وفي الزوائد: إسناده حسن، وأصله عند مسلم (٩٧٦، ٩٧٧) ، وذكره الحاكم في المستدرك (١/ ٣٧٥) ، ونحوه قبله عن أبي سعيد الخدري وصححه ووافقه الذهبي على رواية أبي سعيد.
(٤) ابن ماجة (٤١٠٢) وصححه الألباني، صحيح ابن ماجة برقم (٣٣١٠) .
(٥) أهل الصفة: هي سقيفة مظللة كانت تأوي إليها المساكين في المسجد النبوي.