[البهتان]
[البهتان لغة:]
البهتان: هو الاسم من البهت، وهو مأخوذ من مادّة (ب هـ ت) الّتي يدور معناها حول الدّهش والحيرة، وتتّصل فروعها بهذا الأصل وتتقارب، يقول ابن فارس: «الباء والهاء والتّاء أصل واحد، وهو كالدّهش والحيرة، يقال: بهت الرّجل، يبهت بهتا، والبهتة الحيرة، فأمّا البهتان فالكذب، يقول العرب:
يا للبهتة، أي ياللكذب» ، قال- تعالى- هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ (النور/ ١٦) أي كذب يبهت سامعه لفظاعته.
يقول الجوهريّ: وبهت الرّجل- بالكسر- إذا دهش وتحيّر، وبهت- بالضّمّ- مثله، وأفصح منهما بهت، كما قال: جلّ ثناؤه فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ (البقرة/ ٢٥٨) لأنّه يقال: رجل مبهوت، ولا يقال:
باهت، ولا بهيت.
والبهيتة: الباطل الّذي يتحيّر من بطلانه.
والبهتان: من بهت الرّجل يبهته بهتا، وبهتا، وبهتانا، فهو بهّات: أي قال عليه ما لم يفعله، فهو مبهوت. وبهته بهتا: أخذه بغتة، وفي التّنزيل العزيز:
بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ (الأنبياء/ ٤٠) .
والبهتان: افتراء. وفي التّنزيل العزيز: وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ (الممتحنة/ ١٢) .
الآيات/ الأحاديث/ الآثار
٦/ ٨/ ٥
وباهته: استقبله بأمر يقذفه به، وهو منه بريء لا يعلمه فيبهت منه، والاسم البهتان.
وبهتّ الرّجل أبهته بهتا إذا قابلته بالكذب، وقوله عزّ وجلّ: أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (النساء/ ٢٠) أي مباهتين آثمين. قال أبو إسحاق:
البهتان: الباطل الّذي يتحيّر من بطلانه، وهو من البهت وهو التّحيّر، والألف والنّون زائدتان، وبهتانا موضع المصدر، وهو حال، والمعنى: أتأخذونه مباهتين وآثمين؟.
وبهت فلان فلانا إذا كذب عليه، وبهت وبهت إذا تحيّر، وقوله عزّ وجلّ: وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ (الممتحنة/ ١٢) أي لا يأتين بولد عن معارضة من غير أزواجهنّ، فينسبنه للزّوج، فإنّ ذلك بهتان وفرية، يقال: كانت المرأة تلتقطه فتتبنّاه.
والبهوت: المباهت، والجمع بهت وبهوت.
والبهت والبهيتة: الكذب، وفي حديث الغيبة:
«وإن لم يكن فيه ما تقول، فقد بهتّه» أي كذبت وافتريت عليه، وفي حديث ابن سلام في ذكر اليهود: إنّهم قوم بهت، قال ابن الأثير: هو جمع بهوت، من بناء المبالغة في البهت، مثل صبور وصبر، ثمّ يسكّن تخفيفا «١» .
(١) المقاييس (١/ ٣٠٧) ، والصحاح (١/ ٢٤٤) ، والمفردات (٦١) ، والقاموس المحيط (١/ ١٤٤) ، لسان العرب (٢/ ١٢- ١٣) ، نزهة الأعين النواظر (١٩٣) .