للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السّادس: الفتنة بمعنى القتل كما في قوله تعالى: إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ (النساء/ ١٠١) .

السّابع: الفتنة بمعنى الصّدود كما في قوله تعالى: وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ (المائدة/ ٤٩) .

الثّامن: الفتنة بمعنى الضّلالة كما في قوله تعالى: فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ* ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (الصافات/ ١٦١- ١٦٢) .

التّاسع: الفتنة بمعنى المعذرة كما في قوله تعالى:

ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ (الأنعام/ ٢٣) .

العاشر: الفتنة بمعنى التّسليط كما في قوله تعالى: رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا (يونس/ ٨٥) .

الحادي عشر: الفتنة بمعنى المفتون المجنون كما في قوله تعالى: بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (القلم/ ٦) .

وزاد الفيروزاباديّ: «١» .

الثّاني عشر: بمعنى الإثم كما في قوله تعالى:

فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ (النور/ ٦٣) .

وزاد الكفويّ المعاني الآتية:

الثّالث عشر: الفتنة: المرض كما في قوله تعالى:

يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ (التوبة/ ١٢٦) .

الرّابع عشر: الفتنة: القضاء، وذلك كما في قوله تعالى إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ (الأعراف/ ٥٥) .

الخامس عشر: الفتنة: العفو كما في قوله تعالى:

أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (النور/ ٦٣) .

السّادس عشر: الفتنة: النّفي عن البلد، وذلك كما يحتمله قول الله تعالى: وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ (البقرة/ ١٩١) «٢» .

[أنواع الفتن وعلاج كل نوع:]

قال ابن القيّم- رحمه الله تعالى:

١- الفتنة نوعان: فتنة الشّبهات. وهي أعظم الفتنتين، وفتنة الشّهوات. وقد يجتمعان للعبد. وقد ينفرد بإحداهما.

ففتنة الشّبهات من ضعف البصيرة، وقلّة العلم، ولا سيّما إذا اقترن بذلك فساد القصد، وحصول الهوى، فهنالك الفتنة العظمى، والمصيبة الكبرى، فقل ما شئت في ضلال سيّء القصد، الحاكم عليه الهوى لا الهدى مع ضعف بصيرته، وقلّة علمه بما بعث الله به رسوله، فهو من الّذين قال الله تعالى فيهم إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ (النجم/ ٢٣) .

٢- هذه الفتنة مآلها إلى الكفر والنّفاق، وهي فتنة المنافقين، وفتنة أهل البدع، على حسب مراتب بدعهم. فجميعهم إنّما ابتدعوا من فتنة الشّبهات الّتي اشتبه عليهم فيها الحقّ بالباطل، والهدى بالضّلال.


(١) بصائر ذوي التمييز للفيروزابادي (٤/ ١٦٧) .
(٢) الكليات للكفوي (٦٩٢) .