للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المجتمع؛ أو دخل في مسكن دون استئذان «١» .

[حكم التسول:]

قال أبو حامد الغزاليّ- رحمه الله-: السّؤال حرام في الأصل، وإنّما يباح بضرورة أو حاجة مهمّة قريبة من الضّرورة، وإنّما قلنا: إنّ الأصل فيه التّحريم لأنّه لا ينفكّ عن ثلاثة أمور محرّمة: الأوّل: إظهار الشّكوى من الله تعالى، إذ السّؤال إظهار للفقر، وذكر لقصور نعمة الله تعالى عنه وهو عين الشّكوى.

الثّاني: أنّ فيه إذلال السّائل نفسه لغير الله تعالى وليس للمؤمن أن يذلّ نفسه لغير الله بل عليه أن يذلّ نفسه لمولاه، فإنّ فيه عزّه. فأمّا سائر الخلق فإنّهم عباد أمثاله، فلا ينبغي أن يذلّ لهم إلّا لضرورة، وفي السّؤال ذلّ للسّائل بالإضافة إلى إيذاء المسئول.

الثّالث: أنّه لا ينفكّ عن إيذاء المسئول غالبا، لأنّه ربّما لا تسمح نفسه بالبذل عن طيب قلب منه فإن بذل حياء من السّائل، أو رياء فهو حرام على الآخذ، وإن منع ربّما استحيا وتأذّى في نفسه بالمنع، إذ يرى نفسه في صورة البخلاء، ففي البذل نقصان ماله، وفي المنع نقصان جاهه، وكلاهما مؤذيان، والسّائل هو السّبب في الإيذاء، والإيذاء حرام إلّا بضرورة «٢» .

[للاستزادة: انظر صفات: الذل- اتباع الهوى صغر الهمة- الكسل- التخاذل- التهاون- الطمع.

وفي ضد ذلك: انظر صفات: العزة- العمل- النشاط- العفة- القناعة- النزاهة- الرضا- الزهد- النشاط- قوة الإرادة- الشرف] .


(١) معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية (٣٧) للدكتور أحمد زكي بدوي.
(٢) إحياء علوم الدين للامام أبي حامد الغزالي (٤/ ٢٢٣) .