[من فوائد (تكريم الإنسان)]
(١) لتكريم الإنسان في الإسلام قيمة عظمى تدفع المسلم للاعتزاز بكرامته وعدم التّفريط فيها ممّا يجعله يرفض الظّلم ويأبى الضّيم فيعيش مرفوع الهامة قويّ العزيمة رابط الجأش لا يخشى في الحقّ لومة لائم.
(٢) إنّ قناعة المسلم بتكريم الله له ولغيره من البشر تجعله يحافظ على أرواح النّاس ويبتعد عن إيذائهم أو إرهابهم لأنّه مطالب بأن يكرّم من كرّمه الله ورسوله، ومن يكرّمه ربّه ينبغي ألّا يهينه أحد وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ (الحج/ ١٨) .
(٣) إنّ تكريم الإنسان يدفع المؤمن الحقّ إلى شكر المولى عزّ وجلّ على تلك النّعم العظيمة الّتي حباه بها وفضّله على كثير ممّن خلق.
(٤) إنّ من عرف إكرام الله له، لابدّ وأنّ يبتعد عن معاصيه، وإذا غلبه الشّيطان فعصى، فعليه المبادرة بالتّوبة.
(٥) إنّ تكريم الخادم كما أمر الإسلام- كفيل بأن يقضي على الحقد والحسد من هؤلاء الخدم الّذين قد تدفعهم الإهانات المنافية لروح الإسلام إلى ارتكاب حماقات تصل إلى حدّ القتل.
(٦) إنّ تكريم الإسلام للمرأة (أمّا وبنتا وزوجا) يجعلها تشعر بقيمتها في المجتمع، وتعتزّ بدورها في بناء الأسرة، ولا شكّ أنّ المرأة إذا كانت راضية النّفس، موفورة الكرامة ستحوّل بيتها إلى جنّة وارفة الظّلال، وصدق شاعر النّيل إذ قال:
الأمّ مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعبا طيّب الأعراق
(٧) تكريم الإسلام- ومن ثمّ المسلمين لأهل الذّمة من المعاهدين والكتابيّين وغيرهم يجعل هؤلاء يستشعرون عظمة الإسلام، ويوحّد كلمة المجتمع فيصبح آمنا من الدّسائس والمكائد الّتي يلجأ إليها من هضمت حقوقهم أو انتهكت حرماتهم، ويجعل من هؤلاء الذّميّين عناصر صالحة تعمل وتعطي دون خوف أو وجل.
(٨) إنّ تكريم المحارب- حتّى وإن كان كافرا- يحمي البشريّة من تلك المجازر الجماعيّة الّتي تقشعرّ لها الأبدان ويروح فيها الضّحايا من النّساء والولدان، وما ضحايا لبنان والبوسنة وغيرهما على أيدي سفّاحي العصر الحديث عنّا ببعيد، ولو كان هؤلاء يعرفون كرامة الإنسان كما أقرّها الإسلام ما سمعنا عن هذه الأهوال الّتي يشيب لها الوليد.
(٩) إنّ كرامة الإنسان تحتّم على من يقوم باحتلال أرض الغير ألّا يطرد أهلها من ديارهم وألّا يروّعهم وألّا يأكل من ثمار أرضهم إلّا بإذنهم،