للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[التيسير]

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٢٩/ ٥١/ ١٣

[التيسير لغة:]

مصدر يسّر وهو مأخوذ من مادّة (ى س ر) الّتي تدلّ بحسب وضع اللّغة على معنيين:

أحدهما يدلّ على انفتاح شيء وخفّته والآخر على عضو من الأعضاء «١» ، ويرجع التّيسير الّذي معنا إلى المعنى الأوّل، ومنه اليسر ضدّ العسر واليسرات القوائم الخفاف، ومن الباب يسّرت الغنم إذا كثر لبنها ونسلها، ويقال: رجل يسر ويسر أي حسن الانقياد، واليسار: الغنى ... ومن ذلك قول الله تعالى يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ (البقرة/ ١٨٥) يقال: تيسّر كذا واستيسر أي تسهّل، ومن ذلك قوله تعالى فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ (البقرة/ ١٩٦) أي تسهّل وتهيّأ ومنه أيسرت المرأة تيسّرت في كذا أي سهّلته وهيّأته، أمّا قوله تعالى:

فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (الليل/ ٧) ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (الليل/ ١٠) ، فهذا وإن كان قد أعاره لفظ التّيسير فهو على حسب ما قال الله- عزّ وجلّ- فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ* (آل عمران/ ٢١، والتوبة/ ٣٤) «٢» ، واليسير والميسور: السّهل، واليسير يقال (أيضا) في الشّيء القليل، والميسرة واليسار عبارة عن الغنى، والمياسرة: الملاينة. وفي الحديث إنّ هذا الدّين يسر، اليسر هنا ضدّ العسر أراد أنّه سهل سمح قليل التّشديد، وفي الحديث (أيضا) «يسّروا ولا تعسّروا» وفي الحديث الآخر «من أطاع الإمام وياسر الشّريك» أي ساهله. أمّا ما جاء في قوله صلّى الله عليه وسلّم «تياسروا في الصّداق» فمعناه: تساهلوا فيه ولا تغالوا.

واليسر واليسر يستعملان في معنى اللّين والانقياد، أمّا اليسر بضمّ الياء واليسر (بضمّتين) فهو نقيض العسر، والعسر واليسرى: الأمر السّهل.

قال الجوهري يقال يسّره الله لليسرى: أي وفّقه لها» «٣» ، وقال بعض المفسّرين المراد بها الخلّة اليسرى


(١) ومن هذا المعنى: اليسار لليد، يقال: تياسروا إذا أخذوا ذات اليسار، ويقال ياسروا وهو أجود (مقاييس اللغة ٦/ ١٥٦) .
(٢) يريد أن ذلك من باب المشاكلة قال في اللسان: البشارة في الأصل الفرح (ثم استعملت في الحزن) وكذلك التيسير يستعمل في اليسرى أي السهل، فإن جمعت في كلامين أحدهما خير والآخر شر جاز التيسير فيهما.
(٣) انظر المقاييس (٦/ ١٥٦) ومفردات الراغب (ص ٥٥١) والصحاح (٢/ ٨٥٦) واللسان (ص ٤٩٥٧) وما بعدها (ط. دار المعارف) .