للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكان يأكل الكامخ ويتأدّم بالملح. فما شاع له الذّكر الجميل جزافا، ولا تردّدت الأقدام إلى قبره إلّا لمعنى عجيب، فياله ثناء ملأ الآفاق!، وجمالا زيّن الوجود، وعزّا نسخ كلّ ذلّ. هذا في العاجل، وثواب الآجل لا يوصف. فالصّبر الصّبر أيّها الطّالب للفضائل، فإنّ لذّة الرّاحة بالهوى أو البطالة، تذهب، ويبقى الأسى، وقال الشّافعيّ- رحمه الله تعالى-:

يا نفس ما هو إلّا صبر أيّام ... كأنّ مدّتها أضغاث أحلام

يا نفس جوزي عن الدّنيا مبادرة ... وخلّ عنها فإنّ العيش قدّامي

) * «١» .

٤-* (قال المتنبّي:

وإذا كانت النّفوس كبارا ... تعبت في مرادها الأجسام

) * «٢» .

٥-* (قال عكرمة: السّيّد الّذي لا يغلبه غضبه) * «٣» .

٦-* (قال الضّحّاك: السّيّد الحسن الخلق) * «٤» .

٧-* (قال الضّحّاك: السّيّد: الحليم التّقيّ) * «٥» .

٨-* (قال كشاجم:

لا أستلذّ العيش لم أدأب له ... طلبا وسعيا في الهواجر والغلس

وأرى حراما أن يواتيني الغنى ... حتّى يحاول بالعناء ويلتمس

فاصرف نوالك عن أخيك موفّرا ... فاللّيث ليس يسيغ إلّا ما افترس

) * «٦» .

٩-* (قال الشّاعر:

تفضّل على من شئت واعن بأمره ... فأنت ولو كان الأمير أميره

وكن ذا غنى عن من تشاء من الورى ... ولو كان سلطانا فأنت نظيره

ومن كنت محتاجا إليه وواقفا ... على طمع منه فأنت أسيره

) * «٧» .

[من فوائد (النبل)]

١- يثمر قوّة العقل.

٢- فيه تأسّ بسيّد النّبلاء وأشرف الخلق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

٣- النّببل سيّد في قومه.

٤- يثمر الكرم والجود.

٥- يثمر الحلم والعفو والصّفح.


(١) صيد الخاطر (٥٥٢- ٥٥٣) .
(٢) أدب الدنيا والدين للماوردي (٢٧٨) .
(٣) المنتقى من مكارم الأخلاق (١١٥) .
(٤) المرجع السابق (١١٥) .
(٥) المرجع السابق (١١٥) .
(٦) أدب الدنيا والدين (٢٨٨) .
(٧) صيد الخاطر (٤٢٦) .