[عقوق الوالدين]
[العق لغة:]
العقّ مصدر عقّه يعقّه عقّا: شقّه. يقول الخليل: أصل العقّ الشّقّ. قال: وإليه يرجع العقوق.
والعقوق: قطيعة الوالدين، وكلّ ذي رحم. يقال: عقّ أباه فهو يعقّه عقّا، وعقوقا، وفي الحديث «ذق عقق» أي ذق جزاء فعلك يا عاقّ، قاله بعضهم لحمزة- رضي الله عنه- وهو مقتول أراد ذق يا عاقّ قريبه، كما قتلت يوم بدر من قومك- يعني كفّار قريش-، وعقق معدول عن عاقّ للمبالغة مثل غدر من غادر، وفسق من فاسق، وعقّ الولد أباه عقوقا من باب قعد إذا عصاه، وترك الإحسان إليه فهو عاقّ والجمع عققة، وأعقّ فلان إذا جاء بالعقوق. ويقولون أيضا:
العقوق ثكل من لم يثكل أي إنّ من عقّه ولده فكأنّه ثكلهم وإن كانوا أحياء، والمعقّة: العقوق.
والعقيقة: الذّبيحة الّتي تذبح عن المولود من هذا المعنى أي الشّقّ والقطع لأنّها يشقّ حلقها، وفي الحديث أنّه صلّى الله عليه وسلّم: «عقّ عن الحسن والحسين» ، وقيل هي مأخوذة من العقيقة بمعنى الشّعر الّذي يخرج على رأس المولود من بطن أمّه لأنّه يحلق.
وقال ابن منظور: عقّه يعقّه عقّا فهو معقوق،
الآيات/ الأحاديث/ الآثار
٣/ ١٢/ ٨
وعقيق: شقّه، وعقّ والده: شقّ عصا طاعته. وعقّ والديه: قطعهما ولم يصل رحمه منهما، وقد يعمّ لفظ العقوق جميع الرّحم (أي ذوي القرابة) .
وأعقّ فلان إذا جاء بالعقوق. وفي المثل: أعقّ من ضبّ. قال ابن الأعرابيّ: إنّما يريد به الأنثى وعقوقها أنّها تأكل أولادها، وقال ابن السّكّيت (في قول الشّاعر) :
فإنّي، وما كلّفتموني بجهلكم ... ويعلم ربّي من أعقّ وأحوبا
قال: أعقّ جاء بالعقوق، وأحوب جاء بالحوب (أي الإثم) .
والعقق أيضا: قاطعو الأرحام. ويقال:
عاققت فلانا أعاقّه عقاقا إذا خالفته. قال ابن برّيّ:
وفي الحديث: أنّه صلّى الله عليه وسلّم نهى عن عقوق الأمّهات، وهو ضدّ البرّ، وأصله من العقّ: الشّقّ والقطع، وإنّما خصّ الأمّهات. وإن كان عقوق الآباء وغيرهم من ذوي الحقوق عظيما لأنّ لعقوق الأمّهات مزيّة في القبح «١» .
[عقوق الوالدين اصطلاحا:]
هو صدور ما يتأذّى به الوالد من ولده من قول
(١) مقاييس اللغة (٤/ ٥) ، الصحاح للجوهري (٤ (١٥٢٨) ، ولسان العرب لابن منظور (١٠/ ٢٥٦، ٢٥٧) (ط. بيروت) المصباح المنير (٤٢٢) ، النهاية لابن الأثير (٣/ ٢٧٧) .