للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحاديث الواردة في ذمّ (القدوة السيئة) معنى

١-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «أبغض النّاس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنّة الجاهليّة، ومطّلب دم امرىء بغير حقّ ليهريق دمه» ) * «١» .

٢-* (عن عبد الرّحمن بن سمرة- رضي الله عنهما- قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أعاذك الله من أمراء يكونون بعدي» . قال: وما هم يا رسول الله؟. قال:

«من دخل عليهم فصدّقهم وأعانهم على جورهم فليس منّي ولا يرد عليّ الحوض. اعلم يا عبد الرّحمن، أنّ الصّيام جنّة، والصّلاة برهان. يا عبد الرّحمن، إنّ الله أبى عليّ أن يدخل الجنّة لحما نبت من سحت فالنّار أولى به» ) * «٢» .

٣-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «أعاذك الله يا كعب ابن عجرة من إمارة السّفهاء» . قال: وما إمارة السّفهاء؟ قال: «أمراء يكونون بعدي لا يقتدون بهداي، ولا يستنّون بسنّتي، فمن صدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا منّي ولست منهم ولا يردون عليّ حوضي، ومن لم يصدّقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك منّي وأنا منهم، وسيردون عليّ حوضي، يا كعب بن عجرة، الصّوم جنّة، والصّدقة تطفىء الخطيئة، والصّلاة قربان- أو قال: برهان-» ) * «٣» .

٤-* (عن أسامة بن زيد- رضي الله عنهما- قال: قيل له: ألا تدخل على عثمان فتكلّمه؟ فقال:

أترون أنّي لا أكلّمه إلّا أسمعكم «٤» ؟ والله لقد كلّمته فيما بيني وبينه. ما دون أن أفتتح أمرا لا أحبّ أن أكون أوّل من فتحه «٥» . ولا أقول لأحد يكون عليّ أميرا: إنّه خير النّاس بعدما سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «يؤتى بالرّجل يوم القيامة فيلقى في النّار.

فتندلق أقتاب بطنه «٦» . فيدور بها كما يدور الحمار بالرّحى. فيجتمع إليه أهل النّار. فيقولون: يا فلان، مالك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟

فيقول: بلى. قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه» ) * «٧» .

٥-* (عن أبي واقد اللّيثيّ- رضي الله عنه-


(١) البخاري- الفتح ١٢ (٦٨٨٢) .
(٢) الحاكم في المستدرك (٤/ ١٢٦) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، وله شاهد عند أحمد (٣/ ٣٢١) من حديث جابر.
(٣) أحمد (٣/ ٣٢١) ، وصححه الحاكم (٤/ ١٢٧) واللفظ له ووافقه الذهبي.
(٤) أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم: معناه أتظنون أني لا أكلمه إلا وأنتم تسمعون.
(٥) ما دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه: يعني المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملأ، كما جرى لقتلة عثمان- رضي الله عنه-.
(٦) أقتاب بطنه: أقتاب: جمع قتب وهي المعى وقيل: ما تحوّى من البطن يعني استدار وهي الحوايا.
(٧) البخاري- الفتح ٦ (٣٢٦٧) ، ومسلم (٢٩٨٩) واللفظ له.