للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قريبة «١» : ووافقها عند ما أخذها عمّار فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:

أنا آجيكم اللّيلة فبات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثمّ أصبح، فقال حين أصبح: إن بك على أهلك كرامة، فإن شئت سبّعت لك، وإن أسبّع، أسبّع لنسائي) * «٢» .

٣٣-* (عن عائشة أمّ المؤمنين- رضي الله عنها- قالت: ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلّا وهديا برسول الله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالت: وكانت إذا دخلت على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قام إليها فقبّلها وأجلسها في مجلسها، فلمّا مرض النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم دخلت فاطمة فأكبّت عليه فقبّلته، ثمّ رفعت رأسها فبكت، ثمّ أكبّت عليه، ثمّ رفعت رأسها فضحكت فقلت: إن كنت لأظنّ أنّ هذه من أعقل نسائنا فإذا هي من النّساء، فلمّا توفّي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قلت لها: أرأيت حين أكببت على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فرفعت رأسك فبكيت، ثمّ أكببت عليه، فرفعت رأسك فضحكت، ما حملك على ذلك؟ قالت: إنّي لبذرة «٣» أخبرني أنّه ميّت من وجعه هذا فبكيت ثمّ أخبرني أنّي أسرع أهله لحوقا به فذاك حين ضحكت) * «٤» .

٣٤-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: ما غرت على أحد من أزواج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما غرت على خديجة، وما بي أن أكون أدركتها وما ذاك إلّا لكثرة ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لها، وإن كان ليذبح الشّاة فيتتبّع بها صدائق خديجة فيهديها لهنّ) * «٥» .

٣٥-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت ما ضرب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شيئا قطّ بيده ولا امرأة ولا خادما إلّا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه منه شيء قطّ، فينتقم من صاحبه إلّا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله- عزّ وجلّ-» ) * «٦» .

[من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (حسن العشرة)]

١-* (قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما-:

«لجليسي عليّ ثلاث: أن أرمقه بطرفي إذا أقبل، وأوسّع له إذا جلس، وأصغي له إذا حدّث» ) * «٧» .

٢-* (قال ابن عمر- رضي الله عنهما-:

«إذا أقسم أحدكم على أخيه فليبّره، فإن لم يفعل فليكفّر الّذي أقسم عن يمينه» ) * «٨» .

٣-* (قال معاذ بن جبل- رضي الله عنه-:

«إنّ المسلمين إذا التقيا فضحك كلّ واحد منهما في


(١) قريبة: بضم القاف، وفتح الراء، وسكون الياء تحتها نقطتان والباء الموحدة. وفي نسخة: بفتح القاف، وكسر الراء، بنت أبي أمية أخت أم سلمة زوج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ورضي عنهما.
(٢) مسلم (١٤٦٠) والنسائي في كتاب عشرة النساء (٤٠) وهذا لفظه.
(٣) إني لبذرة: البذرة مؤنث بذر ككتف، وهو الذي يفضي بالسر وينشر ما يسمعه ولا يستطيع كتمه.
(٤) البخاري- الفتح (٣٧١٥) و (٣٧١٦) ومسلم (٢٤٥٠) ، والترمذي (٣٨٧٢) واللفظ له، وأبو داود (٥٢١٧) . والحاكم في المستدرك (٤/ ٢٧٢- ٢٧٣) وصححه ووافقه الذهبي. وانظر «جامع الأصول» (٩/ ١٢٩- ١٣٢) .
(٥) الترمذي (٢٠١٧) وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح.
(٦) مسلم (٢٣٢٨) .
(٧) المستطرف (١/ ١٨٥) .
(٨) المنتقى من مكارم الأخلاق (١٠٦) .