للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خمرا لأنّها تركت فاختمرت، واختمارها تغيّر ريحها، وقولهم: ما عند فلان خلّ ولا خمر، ما عنده خير ولا شرّ، وخمرة النّبيذ والطّيب، ما يجعل فيه من الخمر والدّرديّ، والتّخمير: التّغطية، والمخامرة: المخالطة، وخامر الرّجل المكان: لزمه، واستخمر فلان فلانا:

استعبده، ومنه حديث معاذ: من استخمر قوما؟ أي أخذهم قهرا وتملّك عليهم وذلك في لغة أهل اليمن، وقال ابن منظور: يقال خامر الشّيء: قاربه وخالطه.

ويقال خمّر وجهه. وخمّر إناءك. أي غطّه.

والأعرف في الخمر التّأنيث فيقال: خمرة صرف، وقد يذكّر، وتجمع على خمور وسمّيت الخمر خمرا لمخامرتها العقل. وروى الأصمعيّ عن معمر بن سليمان، قال: لقيت أعرابيّا فقلت: ما معك؟

قال: خمر. والخمر ما خمّر العقل (أي غطّاه)

ويقال: خمر الرّجل والدّابة يخمره خمرا أي سقاه خمرا.

والمخمّر: متّخذ الخمر. والخمّار بائعها، ويقال: هذا عنب خمريّ، أي يصلح للخمر، ولون خمريّ: أي يشبه لون الخمر.

وأمّا خمرتها وخمارها، فهو ما خلّط من سكرها ويقال المراد: ما أصابك من ألمها وصداعها وأذاها، كما يطلق الخمار على بقيّة السّكر كما يقال: رجل مخمور أي به خمار، ورجل خمّير أي شرّيب للخمر دائما «١» .

[الخمر اصطلاحا:]

قال الرّاغب: الخمر: اسم لكلّ مسكر وعند بعضهم: اسم للمتّخذ من العنب والتّمر، لما روي عنه صلّى الله عليه وسلّم: «الخمر من هاتين الشّجرتين: النّخلة والعنبة» ومنهم من جعلها اسما لغير المطبوخ، ثمّ اختلف في كمّيّة الطّبخ الّتي تسقط عن المطبوخ اسم الخمر «٢» .

وقال الكفويّ: الخمر: كلّ شراب مغطّ للعقل، سواء أكان عصيرا أو نقيعا مطبوخا أو نيّئا «٣» .

[شرب الخمر اصطلاحا:]

يقصد بشرب الخمر: تناول أيّ نوع من المسكرات على أيّ هيئة كان، مطبوخا أو نيّئا، عصيرا أو منقوعا، قليلا أو كثيرا «٤» .

[حكم شرب الخمر:]

عدّ الذّهبيّ وابن حجر شرب الخمر من الكبائر. وألحق الذّهبيّ بذلك شرب الحشيشة، وهي ما صنع من ورق القنّب، وذلك من جهة أنّها تفسد العقل والمزاج حتّى يصير في الرّجل تخنّث ودياثة وغير ذلك من الفساد، والخمر أخبث من جهة أنّها تفضي إلى المخاصمة والمقاتلة وكلاهما يصدّ عن الصّلاة وعن


(١) مقاييس اللغة (٢/ ٢١٥) المفردات (١٥٩) ، الصحاح (٢/ ٦٤٩) ، لسان العرب (٢/ ١٢٥٩) (ط. دار المعارف) .
(٢) المفردات (١٥٩) . وانظر أيضا التوقيف على مهمات التعاريف (١٦٠) .
(٣) الكليات (٤١٤) .
(٤) اقتبسنا هذا التعريف مما ذكره اللغويون وعلماء المصطلح متعلقا بكل من الشراب والخمر.