للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(سواء أفاد أو لم يفد) «١» .

وقال الكفويّ: الكلمة: تقع على واحد من الأنواع الثلاثة: الاسم والفعل والحرف وتقع على الألفاظ المنظومة والمعاني المجموعة، ولهذا استعملت في القضيّة والحكم والحجّة، وبجميع هذه المعاني ورد التّنزيل «٢» ، ومن استعمالها في معنى الكلام كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا (التوبة/ ٤٠) أي كلامه، ومن ذلك ما جاء في الحديث: «الكلمة الطّيّبة صدقة» أي الكلام.

والكلمة (أيضا) لفظ بالقوّة أو بالفعل مستقلّ دالّ بجملته (أي بجملة حروفه) على معنى بالوضع «٣» .

والكلام: في اصطلاح الفقهاء: هو ما تركّب من حرفين فصاعدا، وعلى ذلك فالحرف الواحد ليس بكلام فلا يفسد الصّلاة، والحرفان يفسدانها ويشترط في الكلام القصد، ومن ثمّ لا يسمّى ما ينطق به النّائم والسّاهي وما تحكيه الحيوانات المعلّمة كلاما «٤» . ثمّ قال- رحمه الله تعالى- والكلام في العرف: صوت مقتطع مفهوم يخرج من الفم، أمّا الكلام عند أهل الكلام (أي علماء التّوحيد) : ما يضادّ السّكوت سواء كان مركّبا أو لا، مفيدا فائدة تامّة أو لا «٥» ، وهو عند أهل العروض: ما تضمّن كلمتين أو أكثر سواء حسن السّكوت عليه أو لا، مع الدّلالة على معنى صحيح.

أمّا الكلم: فهو جنس الكلمة وحقّه أن يقع على الكثير والقليل ولكن غلب على الكثير ولم يقع إلّا على ما فوق الاثنين «٦» .

وأمّا التّكلّم: فهو استخراج اللّفظ من العدم إلى الوجود ويعدّى بنفسه (فيقال: تكلّمته) ، وبالباء (فيقال تكلّمت به) «٧» .

[القول والكلام واللفظ:]

قال الكفويّ: القول والكلام واللّفظ من حيث أصل اللّغة بمعنى (واحد) يطلق على كلّ حرف من حروف المعجم (أي حروف المباني مثل الضّاد في ضرب مثلا) أو من حروف المعاني (مثل في ومن) ، وعلى أكثر من ذلك مفيدا كان أو لا، لكنّ القول اشتهر في المفيد، بخلاف اللّفظ، واشتهر الكلام في المركّب من جزءين فصاعدا، ولفظ القول يقع على الكلام التّامّ وعلى الكلمة الواحدة على سبيل الحقيقة، ولفظ الكلمة مختصّ بالمفرد «٨» .

وقال ابن عقيل: القول يعمّ الجميع أي الكلمة والكلام والكلم «٩» . وقال أبو الفتح ابن جنّي: القول:

كلّ ما مذل به اللّسان تامّا كان أو ناقصا «١٠» . وقال ابن الجوزيّ: القول والكلام واحد، قال: وقد فرّق قوم بين الكلام والقول فقالوا: كلّ كلام قول، وليس كلّ


(١) شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (١/ ١٤، ١٥) .
(٢) انظر معاني الكلمة في القرآن الكريم في الفقرة السابقة، ويضاف إليها ما ذكره الكفويّ هنا من أن كلمة التقوى هي: «بسم الله الرحمن الرحيم» وأن الكلمة الباقية هي كلمة التوحيد. انظر الكليات للكفوي (٤/ ٩٨- ٩٩) .
(٣) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٤) الكليات للكفوي (٤/ ١٠٠) وقد أفاض- رحمه الله- في الحديث عن نوعي الكلام: النفسي والحسّي واختلاف علماء الكلام من معتزلة وغيرهم، واستقصاء ذلك ليس من أغراض هذه الموسوعة فلينظره هناك من أراد.
(٥) المرجع السابق (٤/ ١٠٢) .
(٦) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٧) المرجع السابق (٢/ ١٠٧) .
(٨) الكليات (٤/ ١٨) .
(٩) شرح ابن عقيل على الألفية (١/ ١٦) .
(١٠) الخصائص (١/ ١٧) .