للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث الواردة في (مجاهدة النفس)]

١-* (عن فضالة بن عبيد يحدّث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: «كلّ ميّت يختم على عمله إلّا الّذي مات مرابطا في سبيل الله، فإنّه ينمّى له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن من فتنة القبر» وسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «المجاهد من جاهد نفسه» ) * «١» .

٢-* (عن سبرة بن أبي فاكه- رضي الله عنه- قال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ الشّيطان قعد «٢» لابن آدم بأطرقه، قعد في طريق الإسلام، فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء آبائك؟

فعصاه وأسلم، وقعد له بطريق الهجرة، فقال: تهاجر وتذر أرضك وسماءك؟ وإنّما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطّول «٣» ، فعصاه فهاجر، ثمّ قعد له بطريق الجهاد، فقال: تجاهد؟ فهو جهد النّفس والمال، فتقاتل فتقتل، فتنكح المرأة ويقسم المال؟ فعصاه فجاهد، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فمن فعل ذلك كان حقّا على الله أن يدخله الجنّة، وإن غرق كان حقّا على الله أن يدخله الجنّة، أو وقصته دابّته كان حقّا على الله أن يدخله الجنّة» ) * «٤» .

[الأحاديث الواردة في (مجاهدة النفس) معنى]

٣-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدّرجات؟» قالوا: بلى. يا رسول الله، قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة. فذلكم الرّباط» «٥» ) * «٦» .


(١) أحمد في المسند (٦/ ٢٠- ٢٢) ، والترمذي (١٦٢١) واللفظ له. وقال: حديث حسن صحيح. وأبو داود (٢٥٠٠) إلى قوله «فتنة القبر» وقال محقق جامع الأصول (١١/ ٢١) : إسناده حسن.
(٢) إن الشيطان قعد: قد جاء في لفظ الحديث، قال «قعد الشيطان لابن آدم بأطرقه» يريد جمع طريق، والمعروف في جمع طريق: أطرقة، وهو جمع قلة، والكثرة: طرق، فأما أطرق في جمع طريق فلم أسمعه ولا رأيته، وأما أفعلة في جميع فعيل، فقد جاء كثيرا، قالوا: رغيف وأرغفة، وجريب وأجربة، وكثيب وأكثبة، وسرير وأسرة، فأما أفعل في جمع فعيل: فلم يجىء إلا فيما كان مؤنثا نحو: يمين وأيمن، فإن كان نظر في جمع طريق إلى جواز تأنيثها، فجمعها جمع المؤنث، فقال طريق وأطرق، فيجوز فإن الطريق يذكر ويؤنث، تقول: الطريق الأعظم، والطريق العظمى.
(٣) الطّول: الحبل.
(٤) النسائي (٦/ ٢١- ٢٢) . في الجهاد. وقال محقق جامع الأصول (٩/ ٥٤٠- ٥٤١) واللفظ له إسناده حسن وصححه ابن حبان وحسنه الحافظ في الإصابة (٣/ ٦٤)
(٥) فذلكم الرباط: أي الرباط المرغب فيه، وأصل الرباط على الشيء، كأنه حبس نفسه على هذه الطاعات.
(٦) مسلم برقم (٢٥١) .