للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» ) * «١» .

٥١-* (عن أبي موسى- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا. وشبّك بين أصابعه» ) * «٢» .

المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم في (الإخاء)

٥٢-* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- قال: استأذنت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في العمرة فأذن لي، وقال لي: «لا تنسنا يا أخيّ من دعائك» فقال: كلمة ما يسرّني أنّ لي بها الدّنيا. قال شعبة: ثمّ لقيت عاصما بعد بالمدينة فحدّثنيه وقال: أشركنا يا أخي في دعائك» ) * «٣» .

٥٣-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جلس على المنبر قال: «إنّ عبدا خيّره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدّنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده» ، فبكى أبو بكر، وقال: فديناك يا رسول الله بآبائنا وأمّهاتنا. فعجبنا له. وقال النّاس:

انظروا إلى هذا الشّيخ، يخبر رسول الله عن عبد خيّره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدّنيا ما شاء وبين ما عنده وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمّهاتنا. قال: فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو المخيّر، وكان أبو بكر هو أعلمنا به، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ من أمنّ النّاس عليّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متّخذا خليلا من أمّتي لا تّخذت أبا بكر، إلّا خلّة الإسلام، لا يبقينّ في المسجد خوخة إلّا خوخة أبي بكر» ) *» .

٥٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أتى المقبرة فقال: «السّلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنّا إن شاء الله بكم لا حقون. وددت أنّا قد رأينا إخواننا» قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: «أنتم أصحابي. وإخواننا الذّين لم يأتوا بعد» . فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمّتك يا رسول الله؟ فقال: «أرأيت لو أنّ رجلا له خيل غرّ محجّلة «٥» بين ظهري خيل دهم بهم «٦» . ألا يعرف خيله؟» ، قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «فإنّهم يأتون


(١) أبو داود (٤٨٣٣) واللفظ له، الترمذي (٢٣٧٨) وإسناده حسن، وابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (ص ١١٩) وقال محققه: إسناده حسن وأخرجه الحاكم في المستدرك (٤/ ١٧١) وقال: صحيح إن شاء الله.
(٢) البخاري- الفتح ٥ (٢٤٤٦) واللفظ له، مسلم (٢٥٨٥) .
(٣) أبو داود رقم (١٤٩٨) واللفظ له، والترمذي رقم (٣٥٦٢) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه (٢٨٩٤) ، ومسند اللأمام أحمد (١/ ٢٩)
(٤) البخاري- الفتح ٧ (٣٩٠٤) واللفظ له، ومسلم (٢٣٨٢) .
(٥) الغرّ: جمع أغر وهو الفرس الذي في جبهته بياض. أما المحجّل فهو الذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد ويجاوز الأرساغ ولا يجاوز الركبتين، (انظر النهاية ١/ ٣٤٦) .
(٦) الدهم: جمع أدهم من الدهمة وهي السواد، والبهم جمع البهيم وهو الذي لا يخالط لونه لون سواه.