للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[طول الأمل (عدم تذكر الموت)]

[الأمل لغة:]

هو الاسم من قولهم: أملته آمله أملا وإملة، وهو مأخوذ من مادّة (أم ل) الّتي تدلّ على التّثبّت والانتظار «١» .

قال ابن فارس: ومن ذلك: الأمل: الرّجاء تقول أمّلته تأميلا وأملته أملا وإملة، وهذا فيه بعض الانتظار.

وقال الجوهريّ: يقال: أمل خيره يأمله أملا، وأمّله يؤمّله تأميلا، وقولهم: ما أطول إملته أي أمله، وتأمّلت الشّيء، نظرت إليه مستبينا له.

وقال ابن الأعرابيّ: الأملة: أعوان الرّجل واحدهم آمل.

وقال في اللّسان: يقال: الأمل، والأمل، والإمل وجمع الأمل آمال، وقول الله تعالى:

وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ (الحجر/ ٣) .

قال القرطبيّ في تفسيرها: ويلههم الأمل أي يشغلهم عن الطّاعة «٢» .

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٢/ ١٢/ ٤٠

[الأمل اصطلاحا:]

قال القرطبيّ: الأمل: الحرص على الدّنيا والانكباب عليها، والحبّ لها والإعراض عن الآخرة «٣» .

وقال المناويّ: الأمل: توقّع حصول الشّيء، وأكثر ما يستعمل فيما يستبعد حصوله «٤» .

أمّا طول الأمل: فهو الاستمرار في الحرص على الدّنيا ومداومة الانكباب عليها مع كثرة الإعراض عن الآخرة «٥» .

الفرق بين الأمل والطّمع والرجاء:

قال المناويّ: من عزم على سفر إلى بلد بعيد يقول أملت الوصول ولا يقول طمعت، لأنّ الطّمع لا يكون إلّا فى القريب، والأمل في البعيد، والرّجاء بينهما، لأنّ الرّاجي يخاف ألّا يحصّل مأموله «٦» .

قال ابن حجر: وفي الأمل سرّ لطيف لأنّه لولا الأمل ما تهنّى أحد بعيش، ولا طابت نفسه أن يشرع في عمل من أعمال الدّنيا، وإنّما المذموم منه


(١) لهذه المادة معنى آخر هو الحبل من الرمل المعتزل معظمه (أي الرمل) ، انظر المقاييس (١/ ١٤٠) .
(٢) تفسير القرطبي (١٠/ ٤) وانظر مقاييس اللغة (١/ ١٤٠) ، والصحاح (٤/ ١٦٢٦) ، تهذيب اللغة (١٥/ ٣٩٥) ، واللسان (١/ ١٣٢) (ط. دار المعارف)
(٣) تفسير القرطبي (١٠/ ٤) .
(٤) التوقيف (٦٢) .
(٥) اقتبس هذا التعريف من أقوال اللغويين وعلماء الاصطلاح فى كل من الأمل والطول.
(٦) التوقيف (١٢) .