للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث الواردة في (الهدى) معنى]

٤٣-* (عن أنس- رضي الله عنه-، قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: «يوفّقه لعمل صالح قبل الموت» ) * «١» .

٤٤-* (عن عديّ بن حاتم أنّ رجلا خطب عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «بئس الخطيب أنت» . قال: قل: ومن يعص الله ورسوله» «٢» .

قال ابن نمير: فقد غوى) * «٣» .

٤٥-* (عن أبي قتادة- رضي الله عنه- قال: «خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «إنّكم تسيرون عشيّتكم وليلتكم. وتأتون الماء، إن شاء الله، غدا فانطلق النّاس لا يلوى أحد على أحد «٤» قال أبو قتادة:

فبينما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسير حتّى ابهارّ اللّيل «٥» وأنا إلى جنبه. قال فنعس «٦» رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فمال عن راحلته.

فأتيته فدعمته «٧» . من غير أن أوقظه. حتّى اعتدل على راحلته. قال: ثمّ سار حتّى تهوّر اللّيل «٨» مال عن راحلته. قال: فدعمته من غير أن أوقظه. حتّى اعتدل على راحلته. قال: ثمّ سار حتّى إذا كان من آخر السّحر مال ميلة. هي أشدّ من الميلتين الأوليين. حتّى كاد ينجفل «٩» . فأتيته فدعمته. فرفع رأسه فقال: «من هذا؟» . قلت: أبو قتادة. قال: «متى كان هذا مسيرك منّي؟» . قلت: ما زال هذا مسيرى منذ اللّيلة. قال:

«حفظك الله بما حفظت به نبيّه «١٠» » ثمّ قال: «هل ترانا نخفى على النّاس؟» . ثمّ قال: «هل ترى من أحد؟» .

قلت: هذا راكب. ثمّ قلت: هذا راكب آخر. حتّى اجتمعنا فكنّا سبعة ركب «١١» . قال: فمال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الطّريق. فوضع رأسه. ثمّ قال: «احفظوا علينا صلاتنا. فكان أوّل من استيقظ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والشّمس في ظهره. قال: فقمنا فزعين. ثمّ قال:

«اركبوا» . فركبنا. فسرنا. حتّى إذا ارتفعت الشّمس نزل. ثمّ دعا بميضأة «١٢» كانت معي فيها شيء من


(١) الترمذي (٢١٤٢) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأحمد (٤/ ١٣٥) من حديث عمر الجمعي بلفظ» يهديه الله- عز وجل- إلى العمل الصالح» .
(٢) مسلم (٨٧٠) .
(٣) كأنه قصد بذلك إرشاد الخطيب إلى عدم التسوية بين الله- تبارك وتعالى- وبينه صلّى الله عليه وسلّم وإفراد كل منهما بالذكر.
(٤) لا يلوي على أحد: أي لا يعطف.
(٥) ابهار الليل: أي انتصف.
(٦) فنعس: النعاس مقدمة النوم.
(٧) فدعمته: أي أقمت ميله من النوم، وصرت تحته. كالدعامة للبناء فوقها.
(٨) تهور الليل: أي ذهب أكثره. مأخوذ من تهور البناء، وهو انهداده.
(٩) ينجفل: أي يسقط.
(١٠) بما حفظت به نبيه: أي بسبب حفظك نبيه.
(١١) سبعة ركب: هو جمع راكب. كصاحب وصحب، ونظائره.
(١٢) بميضأة: هي الإناء الذي يتوضأ به، كالركوة.