للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما قال، وفرغ من قراءة الكتاب، كثر عنده الصّخب، وارتفعت الأصوات، وأخرجنا، وقلت لأصحابي حين أخرجنا: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة «١» ، إنّه يخافه ملك بني الأصفر «٢» ، فما زلت موقنا أنّه سيظهر حتّى أدخل الله عليّ الإسلام) * «٣» .

٤٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: «نحن الآخرون السّابقون يوم القيامة، بيد أنّهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثمّ هذا يومهم الّذي فرض عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله، فالنّاس لنا فيه تبع، اليهود غدا، والنّصارى بعد غد» ) * «٤» .

٤١-* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنّه قال: «يا عبادي! إنّي حرّمت الظّلم على نفسي وجعلته بينكم محرّما. فلا تظالموا. يا عبادي! كلّكم ضالّ إلّا من هديته. فاستهدوني أهدكم. يا عبادي! كلّكم جائع إلّا من أطعمته. فاستطعموني أطعمكم.

يا عبادي! كلّكم عار إلّا من كسوته. فاستكسوني أكسكم. يا عبادي! إنّكم تخطئون باللّيل والنّهار، وأنا أغفر الذّنوب جميعا. فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي! إنّكم لن تبلغوا ضرّي فتضرّوني. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي! لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم. ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي! لو أنّ أوّلكم وآخركم. وإنسكم وجنّكم. كانوا على أفجر قلب رجل واحد. ما نقص ذلك من ملكي شيئا.

يا عبادي! لو أنّ أوّلكم وآخركم. وإنسكم وجنّكم.

قاموا في صعيد واحد فسألوني. فأعطيت كلّ إنسان مسألته ما نقص ذلك ممّا عندي إلّا كما ينقص المخيط «٥» إذا أدخل البحر. يا عبادي إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم. ثمّ أوفّيكم إيّاها. فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلّا نفسه) * «٦» .

٤٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يضحك الله إلى رجلين، يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنّة» ، فقالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: «يقتل هذا فيلج الجنّة، ثمّ يتوب الله على الآخر فيهديه إلى الإسلام، ثمّ يجاهد في سبيل الله فيستشهد» ) * «٧» .


(١) أمر أمر ابن أبي كبشة: أمر: أي عظم، وابن أبي كبشة قيل: هو رجل من خزاعة كان يعبد الشعرى ولم يوافقه أحد من العرب في عبادتها فشبهوا النبي صلّى الله عليه وسلّم به لمخالفته إياهم في دينهم كما خالفهم أبو كبشة.
(٢) بنو الأصفر: هم الروم.
(٣) البخاري- الفتح ١ (٧) . ومسلم (١٧٧٣) .
(٤) البخاري- الفتح ٢ (٨٧٦) . ومسلم (٨٥٥) .
(٥) المخيط: أي الإبرة. قالوا: هذا تقريب للأفهام، ومعناه لا ينقص شيئا أصلا.
(٦) حديث قدسي رواه مسلم (٢٥٧٧) .
(٧) البخاري- الفتح ٦ (٢٨٢٦) ومسلم (١٨٩٠) واللفظ له.