للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: إنّا معاشر الأنبياء لا نورث» «١» .

وقال: «لا يقتسم ورثتي دينارا، ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة» «٢» .

قال ابن كثير- رحمه الله-: «وقد أجمع على ذلك أهل الحلّ والعقد ولا التفات إلى خرافات الشّيعة والرّافضة فإنّ جهلهم قد سارت به الرّكبان» «٣» .

قال العلماء- رحمهم الله-: «والحكمة في أنّ الأنبياء صلوات الله عليهم لا يورثون أنّه لا يؤمن أن يكون في الورثة من يتمنّى موته فيهلك بذلك، ولئلّا يظنّ بهم الرّغبة في الدّنيا وجمعها لوارثهم فيهلك الظّانّ وينفر النّاس عنهم، وأنّ الأنبياء في حكم الآباء لأممهم فيكون ميراثهم للجميع» .

٧- أزواجه أمّهات المؤمنين:

شرّف الله- تبارك وتعالى- أزواج نبيّه صلّى الله عليه وسلّم وخصّهنّ بخصائص ليست لغيرهنّ من النّساء إكراما وإجلالا لعبده ورسوله صلّى الله عليه وسلّم.

ومن ذلك أن جعلهنّ أمّهات المؤمنين؛ فقال تعالى: النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ «٤» .

ومعنى هذه الأمومة: الاحترام والتّوقير والإكرام والإعظام والإجلال والطّاعة وتحريم العقوق، ولكن لا تجوز الخلوة بهنّ، ولا ينتشر التّحريم إلى بناتهنّ وأخواتهنّ بالإجماع. كما حرم نكاحهنّ على الرّجال. قال تعالى:

وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً «٥» .

وعلى هذا انعقد إجماع العلماء قاطبة أنّ من توفّي عنها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أزواجه أنّه يحرم على غيره تزوّجها من بعده لأنّهنّ أزواجه في الدّنيا والآخرة وأمّهات المؤمنين.

وذلك من خصائصه صلّى الله عليه وسلّم الّتي انفرد بها عن أمّته.

٨- رؤيته في المنام حقّ:

اختصّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأنّ من رآه في المنام كان كمن رآه في اليقظة ومنع الشّيطان أن يتصوّر في خلقته لئلّا يكذب على لسانه في النّوم، كما منع أن يتصوّر في صورته في اليقظة إكراما له.


(١) رواه الإمام أحمد في المسند (٢/ ٤٦٣) ، وأصله في البخاري- انظر الفتح ١٢ (٦٧٣٠) . ومسلم برقم (١٧٥٨) .
(٢) رواه البخاري- انظر الفتح ١٢ (٦٧٢٩) . ومسلم برقم (١٧٦٠) .
(٣) انظر كتاب" الفصول" لابن كثير (ص ٣٢٥) .
(٤) سورة الأحزاب آية (٦) .
(٥) سورة الأحزاب آية (٥٣) .