للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يجعل بأسهم بينهم، فمنعها، قال: صدقت، قال ابن عمر: فلن يزال الهرج «١» إلى يوم القيامة» «٢» .

- وعن عوف بن مالك- رضي الله عنه-؛ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لن يجمع الله تعالى على هذه الأمّة سيفين سيفا منها وسيفا من عدوّها» «٣» .

لا تجتمع على ضلالة وطائفة منها على الحقّ:

أكرم الله تبارك وتعالى الأمّة المحمّديّة في الدّنيا بكرامات كثيرة منها: ضمان العصمة لهم من الخطإ عند اجتماعهم تشريفا لهم وتعظيما لنبيّهم صلّى الله عليه وسلّم، ومنها وجود طائفة منهم على الحقّ والهدى في كلّ زمان ظاهرين لا يضرّهم من خالفهم ولا من خذلهم حتّى يأتي أمر الله وهم على ذلك.

قال الشّيخ عزّ الدّين بن عبد السّلام رحمه الله في سياق كلامه على خصائص النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ومثلها عصمة أمّته بأنّها لا تجتمع على ضلالة في فرع ولا في أصل» «٤» .

وبهذه الخصائص جاءت النّصوص النّبويّة المطهّرة:

- فعن كعب بن عاصم الأشعريّ- رضي الله عنه-؛ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله تعالى قد أجار أمّتي أن تجتمع على ضلالة» «٥» .

- وعن ابن عمر- رضي الله عنهما-؛ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الله لا يجمع أمّتي أو قال أمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، على ضلالة، ويد الله مع الجماعة، ومن شذّ شذّ في النّار» «٦» .


(١) الهرج: قال ابن الأثير: جاء في الحديث أنه القتل وهو الإختلاط والاختلاف وذلك سبب القتل. انظر جامع الأصول (٩/ ١٩٩) .
(٢) رواه الإمام مالك في الموطأ (١/ ٢١٦) . وقال عبد القادر الأرناؤوط: إسناده صحيح. انظر تعليقه على جامع الأصول (٩/ ١٩٩) .
(٣) رواه أبو داود برقم (٤٣٠١) . ورواه الإمام أحمد في مسنده (٦/ ٢٦) . وصححه الألباني. انظر صحيح الجامع الصغير برقم (٥٠٩٧) .
(٤) انظر بداية السول (ص ٧٠) .
(٥) رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة برقم (٧٩) من حديث كعب بن عاصم الأشعري ورواية أخرى من حديث أنس بن مالك رضي الله عنهم. وذكر له الألباني طرقا ثم قال: فالحديث بمجموع هذه الطرق حسن. انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (١٣٣١) ، وأيضا صحيح الجامع الصغير برقم (١٧٨٢) .
(٦) رواه الترمذي- واللفظ له- برقم (٢١٦٧) وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. قال الحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة: ... وبالجملة فهو حديث مشهور المتن ذو أسانيد كثيرة وشواهد متعددة في المرفوع وغيره.. ثم ساق له بعض الشواهد. انظر المقاصد الحسنة (ص ٤٦٠) . وأيضا رواية الترمذي هذه صححها الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم (١٨٤٤) عدا الزيادة الأخيرة في الحديث وهي «ومن شذ شذ في النار» قال: ... فحذفتها لانعدام الشاهد المجبر لضعفها بخلاف ما قبلها. ورواه الطبراني أيضا من حديث ابن عمر بلفظ «لن تجتمع أمتي على ضلالة فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة» قال الحافظ الهيثمي عن رواية الطبراني: رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات رجال الصحيح خلا مرزوق مولى آل طلحة وهو ثقة. انظر مجمع الزوائد (٥/ ٢١٨) .