للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حرف التاء]

[التبذير]

[التبذير لغة:]

مصدر قولهم: بذّر يبذّر تبذيرا، وهو مأخوذ من مادّة (ب ذ ر) الّتي تدلّ- فيما يقول ابن فارس على معنى واحد هو نثر الشّيء وتفريقه، يقال: بذرت البذر أبذره بذرا إذا زرعته وبذّرت المال أبذّره تبذيرا، إذا فرّقته إسرافا، ويقال رجل تبذارة للّذي يبذر ماله ويفسده، ورجل بذور: يذيع الأسرار، وجمعه بذر، وهم القوم لا يكتمون حديثا، ولا يحفظون ألسنتهم، ومن ذلك قول عليّ- رضي الله عنه-: ليسوا بالمساييح ولا المذاييع البذر، قال ابن فارس: فالمذاييع هم الّذين يذيعون، والبذر هم الّذين ذكرناهم «١» .

وقال ابن دريد: بذّر الرّجل ماله تبذيرا إذا فرّقه، وبذّر الله الخلق: فرّقهم في الأرض «٢» . وقيل بذّر المال: خرّبه وفرّقه إسرافا «٣» .

وقال ابن منظور: يقال: تفرّق القوم شذر بذر، وشذر بذر، أي في كلّ وجه، وتفرّقت إبله كذلك، وبذّر ماله أفسده وأنفقه في السّرف، وكلّ ما فرّقته وأفسدته، فقد بذّرته، يقال: فيه بذارّة وبذارة (بتشديد

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٦/ ٢/ ١٩

الرّاء وتخفيفها) أي تبذير، ورجل تبذارة أي يبذّر ماله ويفسده، وقيل أن ينفق المال في المعاصي، وقيل هو أن يبسط يده في إنفاقه حتّى لا يبقى منه ما يقتاته، وفي حديث عمر- رضي الله عنه- ولوليّه أن يأكل منه غير مباذر، المباذر والمبذّر هو المسرف في النّفقة، يقال من ذلك باذر مباذرة، وبذّر تبذيرا، وقول المتنخّل يصف سحابا:

مستبذرا يرغب قدّامه.

فسّر بأنّه يفرّق الماء، والبذير من النّاس: الّذي لا يستطيع أن يمسك سرّه، ورجل بذير وبذور، يذيع الأسرار ولا يكتم سرّا «٤» ، وفي حديث فاطمة- رضي الله عنها- عند وفاة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قالت عائشة- رضي الله عنها-: إنّي إذن لبذرة: البذر هو الّذي يفشي السّرّ ويظهر ما يسمعه «٥» . وبذرت الكلام بين النّاس (أي فرّقته) كما تبذر الحبوب والمعنى: أفشيته ويقال: تبذّر الماء، إذا تغيّر واصفرّ، قال ابن مقبل:

تنفي الدّلاء بآجن متبذّر.

المتبذّر: المتغيّر الأصفر، وقولهم: كثير بثير


(١) مقاييس اللغة ١/ ٢١٦، والصحاح للجوهري ٢/ ٥٨٧.
(٢) الجمهرة ١/ ٢٥٠.
(٣) القاموس المحيط (بذر) ص ٤٤٤ (ط. بيروت) ، واكتفى الرازي بالقيد الثاني في التعريف فقال: بذّر المال: فرّقه إسرافا ولم يذكر التّخريب. انظر مختار الصحاح ص ٤٥ (ط. دار الكتب) .
(٤) لسان العرب ٤/ ٥٠ (ط. دار المعارف) .
(٥) النهاية لابن الأثير ١/ ١١٠.