للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أستأذن على ربّي فيؤذن، فإذا رأيت ربّي وقعت ساجدا، فيدعني ما شاء، ثمّ يقال: ارفع رأسك، وسل تعطه، وقل يسمع، واشفع تشفّع. فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلّمنيه، ثمّ أشفع، فيحدّ لي حدّا، فأدخلهم الجنّة ثمّ أعود إليه. فإذا رأيت ربّي مثله ثمّ أشفّع، فيحدّ لي حدّا، فأدخلهم الجنّة، ثمّ أعود الثّالثة. ثمّ أعود الرّابعة فأقول: ما بقي في النّار إلّا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود» ) * «١» .

وله لفظ آخر عند البخاري وهو: «إنّ الشّمس تدنو يوم القيامة حتّى يبلغ العرق نصف الأذن فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم، ثمّ بموسى، ثمّ بمحمّد صلّى الله عليه وسلّم وزاد عبد الله: حدّثني اللّيث، حدّثني ابن أبي جعفر: فيشفع ليقضى بين الخلق فيمشي حتّى يأخذ بحلقة الباب، فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلّهم» ) * «٢» .

٤-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- أنّه قال: «أتت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بواكي «٣» » ، فقال:

«اللهمّ اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا «٤» نافعا غير ضارّ عاجلا غير آجل» . قال: فأطبقت عليهم السّماء» ) * «٥» .

المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم في (الاستغاثة)

٥-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- أنّه أخبر: أنّ أباه توفّي وترك عليه ثلاثين وسقا «٦» لرجل من اليهود، فاستنظره جابر، فأبى أن ينظره، فكلّم جابر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليشفع له إليه.

فجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فكلّم اليهوديّ ليأخذ تمر نخله بالّتي له فأبى، فدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم النّخل فمشى فيها، ثمّ قال لجابر: جدّ له فأوف له الّذي له، فجدّه «٧» بعد ما رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأوفاه ثلاثين وسقا، وفضلت له سبعة عشر وسقا، فجاء جابر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليخبره بالّذي كان فوجده يصلّي العصر، فلمّا انصرف أخبره بالفضل، فقال: «أخبر ذلك ابن الخطّاب» ، فذهب جابر إلى عمر فأخبره، فقال له عمر: لقد علمت حين مشى فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليباركنّ فيها) * «٨» .

٦-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: إنّ رجلا دخل المسجد يوم جمعة من باب كان نحو


(١) البخاري- الفتح ٨ (٤٤٧٦) واللفظ له، مسلم (١٩٣) .
(٢) البخاري- الفتح ٣ (١٤٧٥) .
(٣) بواكي: جمع بائك وهو الباحث عن الماء.
(٤) المريع: المخصب النّاجع، يقال: أمرع الوادي، ومرع مراعة انظر النهاية (٥/ ٣٢٠) .
(٥) أبو داود (١١٦٩) ، وذكره الألباني في صحيحه برقم (١٠٣٦) وقال: صحيح (٢/ ٢١٦) ، ابن ماجة (١٢٧٠) من حديث ابن عباس وقال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
(٦) الوسق: مكيلة معلومة، وهي ستّون صاعا، والصّاع خمسة أرطال وثلث.
(٧) فجدّه: أي قطع ثمره من جدّ الثمرة يجدّها أي يقطعها.
(٨) البخاري- الفتح ٥ (٢٣٩٦) .