للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث الواردة في (العبادة) معنى]

٥٧-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

إنّ نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم قال «إذا قضى الله الأمر في السّماء «١» ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا «٢» لقوله، كأنّه «٣» سلسلة على صفوان «٤» ، فإذا فزّع عن قلوبهم قالوا:

ماذا قال ربّكم؟. قالوا- للّذي قال-: الحقّ وهو العليّ الكبير، فيسمعها مسترق السّمع، ومسترقوا السّمع هكذا بعضه فوق بعض- ووصف سفيان (الرّاوي) بكفّه فحرفها وبدّد بين أصابعه- فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثمّ يلقيها الآخر إلى من تحته، حتّى يلقيها على لسان السّاحر أو الكاهن، فربّما أدرك الشّهاب قبل أن يلقيها، وربّما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا، كذا وكذا؟، فيصدّق بتلك الكلمة الّتي سمع من السّماء» ) * «٥» .

٥٨-* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أرى مالا ترون وأسمع مالا تسمعون، أطّت «٦» السّماء وحقّ لها أن تئطّ، ما فيها موضع أربع أصابع إلّا وملك واضع جبهته لله ساجدا والله! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذّذتم بالنّساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصّعدات «٧» تجأرون «٨» إلى الله» . قال أبو ذرّ: لوددت أنّي كنت شجرة تعضد «٩» ) * «١٠» .

٥٩-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: كشف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم السّتارة «١١» والنّاس صفوف خلف أبي بكر. فقال: «أيّها النّاس، إنّه لم يبق من مبشّرات النّبوّة إلّا الرّؤيا الصّالحة يراها المسلم. أو ترى له، ألا وإنّي نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا. فأمّا الرّكوع فعظّموا فيه الرّبّ- عزّ وجلّ- وأمّا السّجود فاجتهدوا في الدّعاء. فقمن «١٢» أن يستجاب لكم» ) * «١٣» .

٦٠-* (عن معدان بن أبي طلحة اليعمريّ؛ قال: لقيت ثوبان مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنّة. أو قال: قلت: بأحبّ الأعمال إلى الله. فسكت، ثمّ سألته فسكت. ثمّ سألته الثّالثة، فقال: سألت عن ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقال:

«عليك بكثرة السّجود لله. فإنّك لا تسجد سجدة إلّا رفعك الله بها درجة. وحطّ عنك بها خطيئة» ) * «١٤» .


(١) إذا قضى الله الأمر في السماء: أي: إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله.
(٢) خضعانا: أي خاضعين.
(٣) كأنه: أي القول المسموع- كلام الله.
(٤) الصفوان: الحجر الأملس.
(٥) البخاري- الفتح ٨ (٤٨٠٠) .
(٦) أطت: الأطيط صوت الأقتاب وأطيط الإبل أصواتها وحنينها، والمعنى: أن كثرة ما في السماء من الملائكة قد أثقلها حتى أطت.
(٧) الصعدات: الطرق.
(٨) تجأرون: ترفعون أصواتكم بالدعاء.
(٩) تعضد: تقطع.
(١٠) الترمذي (٢٣١٢) وقال: حديث حسن واللفظ له، وابن ماجة (٤١٩٠) وقال محقق جامع الأصول (٤/ ١٣) : إسناده حسن. وأحمد في المسند (٥/ ١٧٣) .
(١١) الستارة: هي الستر الذي يكون على باب البيت والدار.
(١٢) فقمن: أي حقيق وجدير.
(١٣) البخاري- الفتح ١٢ (٦٩٩٠) من حديث أبى هريرة. ومسلم (٤٧٩) واللفظ له.
(١٤) مسلم (٤٨٨) .