للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملك الجبال فسلّم عليّ ثمّ قال: يا محمّد! فقال: ذلك فيما شئت. إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين» .

فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا» ) * «١» .

٥٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة باللّيل وملائكة بالنّهار، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر، ثمّ يعرج الّذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم فيقول: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلّون وأتيناهم وهم يصلّون» ) * «٢» .

٥٥-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «يقول الله تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي «٣» ، وأنا معه إذا ذكرني «٤» . فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي. وإن ذكرني في ملإ، ذكرته في ملإ خير منهم. وإن تقرّب إليّ شبرا تقرّبت إليه ذراعا. وإن تقرّب إليّ ذراعا، تقرّبت إليه باعا «٥» . وإن أتاني يمشي، أتيته هرولة» ) * «٦» .

٥٦-* (عن جبير بن حيّة، قال: بعث عمر النّاس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين، فأسلم الهرمزان، فقال: إنّي مستشيرك في مغازيّ هذه. قال: نعم، مثلها ومثل من فيها من النّاس من عدوّ المسلمين مثل طائر له رأس وله جناحان وله رجلان، فإن كسر أحد الجناحين نهضت الرّجلان بجناح والرّأس، فإن كسر الجناح الآخر نهضت الرّجلان والرّأس. وإن شدخ الرّأس ذهبت الرّجلان والجناحان والرّأس. فالرّأس كسرى والجناح قيصر والجناح الآخر فارس. فمر المسلمين فلينفروا إلى كسرى. وقال بكر وزياد جميعا عن جبير بن حيّة، قال:

فندبنا عمر. واستعمل علينا النّعمان بن مقرّن. حتّى إذا كنّا بأرض العدوّ، وخرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفا، فقام ترجمان فقال: ليكلّمني رجل منكم.

فقال المغيرة: سل عمّا شئت. قال: ما أنتم؟ قال: نحن أناس من العرب كنّا في شقاء شديد وبلاء شديد.

نمصّ الجلد والنّوى من الجوع. ونلبس الوبر والشّعر.

ونعبد الشّجر والحجر. فبينا نحن كذلك إذ بعث ربّ السّماوات وربّ الأرضين، تعالى ذكره وجلّت عظمته، إلينا نبيّا من أنفسنا، نعرف أباه وأمّه، فأمرنا نبيّنا رسول ربّنا صلّى الله عليه وسلّم أن نقاتلكم حتّى تعبدوا الله وحده. أو تؤدّوا الجزية. وأخبرنا نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم عن رسالة ربّنا أنّه من قتل منّا صار إلى الجنّة في نعيم لم ير مثلها قطّ. ومن بقي منّا ملك رقابكم» ) * «٧» .


(١) البخاري- الفتح ٦ (٣٢٣١) واللفظ له ومسلم (١٤٢٠) .
(٢) البخاري- الفتح ١٣ (٧٤٢٩) واللفظ له، ومسلم (٦٣٢) .
(٣) معنى قوله (أنا عند ظن عبدي بي) : المراد بالظن هنا: العلم. قاله ابن أبي جمرة. وقال القرطبي: معنى ظن عبدي بي: ظن الإجابة عند الدعاء، وظن القبول عند التوبة، وظن المغفرة عند الاستغفار.
(٤) وقوله: وأنا معه إذا ذكرني: قال الحافظ ابن حجر: بعلمي.
(٥) والباع: قدر مد اليدين وما بينهما من البدن.
(٦) البخاري- الفتح ١٣ (٧٤٠٥) واللفظ له، ومسلم (٢٦٧٥) .
(٧) البخاري- الفتح ٦ (٣١٥٩) .