للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبيد الله جعل الأحنف صاحب سرّه) * «١» .

٣٠-* (قال أبو الزّناد بن سراج وغيره: «إنّ العبد إذا اتّصف بالإنصاف لم يترك لمولاه حقّا إلّا أدّاه، ولم يترك شيئا ممّا نهاه عنه إلّا اجتنبه، وهذا يجمع أركان الإيمان» ) * «٢» .

٣١-* (عن أحمد بن بشير قال: قدم على عمر ابن عبد العزيز رجل من حضر موت فناداه:

دعوت حرّان ملهوفا ليأتيكم ... فقد أتاك بعيد الدّار مظلوم

قال: من ظلمك؟ قال: الوليد بن سليمان أخذ أرضا لي باليمن فقال: اكتبوا له إلى عامل اليمن: إن أقام عندك شاهدين ذوي عدل، فاردد عليه أرضه، ثمّ قال له: إنّي أراك قد كلّفت في وجهك «٣» هذا، قال:

كلّفت زادا وراحلة. فأمر له بثلاثين دينارا) * «٤» .

٣٢-* (وقال الشّيخ عبد الوهّاب خلّاف:

حين جاء الإسلام كان إنصاف الضّعفاء من الأقوياء أظهر شعائره وأوّل أهدافه، كذلك أنصف الفقراء من الأغنياء، فقرّر في أموال الأغنياء حقّا معلوما للسّائل والمحروم، وأنصف اليتامى ممّن يتولّون أمرهم فقال سبحانه وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً (النساء/ ٢)) * «٥» .

٣٣-* (وقال شوقي مخاطبا المصطفى صلّى الله عليه وسلّم:

أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى ... فالكلّ في حقّ الحياة سواء

فلو أنّ إنسانا تخيّر ملّة ... ما اختار إلّا دينك الفقراء

) * «٦» .

[من فوائد (الإنصاف)]

١- الإنصاف دليل على كمال الإيمان وصحّة الإسلام.

٢- الإنصاف عامل أساسيّ في استقرار المجتمعات وشيوع المحبّة بين النّاس.

٣- إنصاف العبد من نفسه دليل على التّجرّد من الأنانيّة.

٤- بالإنصاف تسود المحبّة ويشعر كلّ امرى بالطّمأنينة ويأمن على نفسه وماله وعرضه.

٥- بالإنصاف تعود الحقوق إلى أصحابها وتعمّ روح العدالة، ويشعر الإنسان بأنّه آمن في يومه وغده.

٦- بالإنصاف تنتزع صفات الحقد والكراهيّة


(١) نزهة الفضلاء (١/ ٣٤١، ٣٤٢) .
(٢) البخاري- الفتح ١ (١٠٤) .
(٣) لعل المراد في سفرك هذا.
(٤) مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا (٢٨٤) .
(٥) باختصار وتصرف يسير من كتابه نور من القرآن والسنة ص (١٢١) .
(٦) ديوان شوقي (١/ ٣٩) .