للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[النميمة]

[النميمة لغة:]

النّميمة اسم من نمّ الحديث ينمّه وينمّه نمّا وتدلّ مادّته على أصل صحيح له معنيان: أحدهما:

إظهار شىء وإبرازه، والآخر لون من الألوان. فالأوّل ما حكاه الفرّاء، يقال إبل نمّة: لم يبق في أجوافها الماء، والنّمّام منه، لأنّه لا يبقي الكلام في جوفه، ورجل نمّام «١» ، ونمّ الحديث إذا أظهره، وقيل: نقله. ونمّه ينمّه نمّا، أي قتّه، والاسم: النّميمة، والنّميمة أيضا:

الهمس والحركة، ومنه قولهم: أسكت الله نامّته، أي ما ينمّ عليه من حركته «٢» ، ونمّ الرّجل الحديث نمّا من بابي قتل وضرب، سعى به ليوقع به فتنة أو وحشة «٣» .

وقال ابن منظور: النّمّ: التحريش والإغراء ورفع الحديث على وجه الإشاعة والإفساد، وقيل:

تزيين الكلام بالكذب، والفعل: نمّ ينمّ وينمّ، والأصل الضّمّ، ونمّ به وعليه نمّا ونميمة ونميما، وقيل:

النّميم جمع نميمة. ورجل نموم ونمّام ومنمّ ونمّ من قوم نمّين وأنمّاء، وامرأة نمّة، وقيل: النّمّام معناه في كلام العرب: الّذي لا يمسك الأحاديث ولا يحفظها، من قولهم جلود نمّة إذا كانت لاتمسك الماء، يقال: نمّ فلان ينمّ نمّا إذا ضيّع الأحاديث ولم يحفظها، وأنشد الفرّاء:

بكت من حديث نمّه وأشاعه ... ولصّقه واش من القوم واضع

ويقال للنّمّام: القتّات، يقال: قتّ إذا مشى بالنّميمة، ويقال للنّمّام قسّاس ودرّاج وغمّاز وهمّاز ومائس وممآس «٤» .

[واصطلاحا:]

هي نقل كلام النّاس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد. وقيل: إفشاء السّرّ، وهتك السّتر عمّا يكره كشفه «٥» .

وقال الجاحظ: النّميمة: وهو أن يبلّغ إنسان عن آخر قولا مكروها، استسرّ بذلك أو لم يستسرّ، (والنّوع الأوّل من قبيل إفشاء السّرّ) «٦» .

من النّمام؟

قال الجرجانيّ (وتبعه المناويّ) : النّمّام هو الّذي يتحدّث مع القوم فينمّ عليهم فيكشف ما يكره


(١) المقاييس (٥/ ٣٥٨) .
(٢) الصحاح (٥/ ٢٠٤٥) .
(٣) المصباح المنير (٢٣٩) .
(٤) لسان العرب (٥/ ٢٠٤٥) .
(٥) الأذكار للنووي (٢٩٩/ ٣٠٩) ، وانظر النهاية لابن الأثير (٥/ ١٢٠) .
(٦) تهذيب الأخلاق للجاحظ (٣١) بتصرف.