للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحاديث الواردة في ذمّ (الهجاء)

١-* (عن عائشة- رضي الله عنها- أنّها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إنّ أعظم النّاس فرية لرجل هاجى رجلا فهجا القبيلة بأسرها، ورجل انتفى من أبيه، وزنّى أمّه) * «١» .

٢-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:

إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «اهجوا قريشا فإنّه أشدّ عليها من رشق بالنّبل» ، فأرسل إلى ابن أبي رواحة فقال:

«اهجهم» فهجاهم فلم يرض، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثمّ أرسل إلى حسّان بن ثابت، فلمّا دخل عليه قال حسّان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضّارب بذنبه، ثمّ أدلع لسانه فجعل يحرّكه فقال:

والّذي بعثك بالحقّ لأفرينّهم بلساني فري الأديم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لا تعجل، فإنّ أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإنّ لي فيهم نسبا، حتّى يلخّص لك نسبي» فأتاه حسّان ثمّ رجع فقال: يا رسول الله، قد لخّص لي نسبك، والّذي بعثك بالحقّ لأسلّنّك منهم كما تسلّ الشّعرة من العجين. قالت عائشة: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول لحسّان: «إنّ روح القدس لا يزال يؤيّدك، ما نافحت عن الله ورسوله» . وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «هجاهم حسّان فشفى واشتفى» قال حسّان:

هجوت محمّدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء

هجوت محمّدا برّا تقيّا ... رسول الله شيمته الوفاء

فإنّ أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمّد منكم وقاء

ثكلت بنيّتي إن لم تروها ... تثير النّقع من كنفي كداء

يبارين الأعنّة مصعدات ... على أكتافها الأسل الظّماء

تظلّ جيادنا متمطّرات ... تلطّمهنّ بالخمر النّساء

فإن أعرضتمو عنّا اعتمرنا ... وكان الفتح وانكشف الغطاء

وإلّا فاصبروا لضراب يوم ... يعزّ الله فيه من يشاء

وقال الله: قد أرسلت عبدا ... يقول الحقّ ليس به خفاء

وقال الله: قد يسّرت جندا ... هم الأنصار عرضتها اللّقاء


(١) ابن ماجة (٣٧٦١) واللفظ له وقال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. الأدب المفرد للبخاري نحوه (٣٠٢) برقم (٨٧٤) ، وقال الحافظ في الفتح: سنده حسن (١٠/ ٥٥٥) ، وذكره الألباني في الصحيحة وقال: إسناد البخاري في الأدب: صحيح وعزاه لابن حبان (٢٠١٤) ، (٢/ ٤٠٢) برقم (٧٦٣) وكذا ذكره في صحيح الجامع (٢/ ٥٠) رقم (١٥٦٥) .