للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحديث «١» . فقالت: حلقى «٢» مرّ رجل حسن الهيئة فقلت: اللهمّ اجعل ابني مثله، فقلت: اللهمّ لا تجعلني مثله، ومرّوا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون: زنيت، سرقت، فقلت: اللهمّ لا تجعل ابني مثلها، فقلت: اللهمّ اجعلني مثلها «٣» . قال: إنّ ذلك الرّجل كان جبّارا، فقلت: اللهمّ لا تجعلني مثله، وإنّ هذه يقولون لها: زنيت ولم تزن، وسرقت ولم تسرق، فقلت: اللهمّ اجعلني مثلها» ) * «٤» .

٢٦-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «تخرج عنق من النّار يوم القيامة له عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق يقول: إنّي وكّلت بثلاثة: بكلّ جبّار عنيد، وبكلّ من دعا مع الله إلها آخر، وبالمصوّرين» ) * «٥» .

من الآثار وأقوال العلماء الواردة في ذمّ (الفجور)

١-* (قال عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه-: «لا تصحب الفجّار، لتعلم من فجورهم، واعتزل عدوّك، واحذر صديقك إلّا الأمين، ولا أمين إلّا من خشي الله، وتخشّع عند القبور. وذلّ عند الطّاعة، واستعصم عند المعصية واستشر الّذين يخشون الله» ) * «٦» .

٢-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: «إنّ المؤمن يرى ذنوبه كأنّه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإنّ الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه فقال به هكذا. قال أبو شهاب بيده فوق أنفه ... الحديث» ) * «٧» .

٣-* (قال كعب الأحبار: «لولا كلمات أقولهنّ لجعلتني يهود حمارا. فقيل له: وما هنّ؟. قال:

أعوذ بوجه الله العظيم، الّذي ليس شيء أعظم منه، وبكلمات الله التّامّات الّتي لا يجاوزهنّ برّ ولا فاجر، وبأسماء الله الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم من شرّ ما خلق وذرأ وبرأ» ) * «٨» .

٤-* (عن إبراهيم بن يزيد التّيميّ؛ قال:

«المؤمن إذا أراد أن يتكلّم نظر، فإن كان كلامه له تكلّم، وإن كان عليه أمسك عنه. والفاجر إنّما لسانه رسلا رسلا» ) * «٩» .

٥-* (عن خلف بن تميم قال: قلت لعليّ بن


(١) تراجعا الحديث: معناه أقبلت على الرضيع تحدثه. وكانت، أولا لا تراه أهلا للكلام. فلما تكرر منه الكلام، علمت أنه أهل له فسألته وراجعته.
(٢) حلقى: أي أصابه الله تعالى بوجع في حلقه.
(٣) مثلها: أي سالما من المعاصي كما هي سالمة.
(٤) البخاري. الفتح ٦ (٣٤٣٦) ، ومسلم (٢٥٥٠) واللفظ له.
(٥) سنن الترمذي (٢٥٧٤) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
(٦) الدر المنثور للسيوطي (٧/ ٢٢) .
(٧) البخاري- الفتح ١١ (٦٣٠٨) .
(٨) جامع الأصول (٤/ ٣٧٢) .
(٩) كتاب الصمت لابن أبي الدنيا (٢٤٧) .