للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والغفران والمغفرة من الله تعالى هي أن يصون العبد من أن يمسّه العذاب، والاستغفار: طلب ذلك بالمقال والفعال، وقولهم اغفروا هذا الأمر بغفرته أي استروه بما يجب أن يستر به «١» . والغفران (والمغفرة والغفر) تكون من الله عزّ وجلّ للعبد، وتكون من العبد لأخيه، قال الشّاعر:

غفرنا وكانت من سجيّتنا الغفر

أنّث الغفر لأنّه في معنى المغفرة، وقولهم:

غفر الأمر بغفرته وغفيرته: أصلحه بما ينبغي أن يصلح به، أمّا قولهم: ما عندهم عذيرة ولا غفيرة فمعناه: لا يعذرون ولا يغفرون ذنبا لأحد «٢» .

[الغفران اصطلاحا:]

هو تغطية الذّنب بالعفو عنه «٣» .

والغفران المقصود هنا يعني أن يصفح المرء عن ذنب أخيه في حقّه وأن يتجاوز عنه.

[الفرق بين العفو والغفران:]

يتمثّل الفرق بين العفو والغفران في أمور عديدة أهمّها:

- أنّ الغفران يقتضي إسقاط العقاب ونيل الثّواب، ولا يستحقّه إلّا المؤمن ولا يكون إلّا في حقّ البارىء- تعالى-.

- أمّا العفو فإنّه يقتضي إسقاط اللّوم والذّمّ ولا يقتضي نيل الثّواب ويستعمل في العبد أيضا.

- العفو قد يكون قبل العقوبة أو بعدها، أمّا الغفران؛ فإنّه لا يكون معه عقوبة البتّة ولا يوصف بالعفو إلّا القادر عليه.

- في العفو إسقاط للعقاب، وفي المغفرة ستر للذّنب وصون من عذاب الخزي والفضيحة «٤» .

[للاستزادة: انظر صفات: الصفح- الرحمة- الستر- السماحة- المحبة- كظم الغيظ- النبل- الرجولة- النزاهة- حسن العشرة- حسن المعاملة- الشهامة.

وفي ضد ذلك: انظر صفات: الانتقام- الأذى- العنف- البغض- سوء الظن- سوء الخلق- سوء المعاملة] .


(١) انظر لسان العرب (٦/ ٣٢٧٤) وما بعدها (ط. دار المعارف) ، والمفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني (٣٦٢) .
(٢) لسان العرب (٦/ ٣٢٧٥)
(٣) انظر موسوعة له الأسماء الحسنى للشرباصي ٢/ ٢٦٣) .
(٤) الكليات للكفوي (٦٣٢، ٦٦٦) بتصرف يسير.