للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[المواساة]

[المواساة لغة:]

المواساة مصدر قولهم: واسيته وهي لغة في آسيته، يقول ابن فارس: الهمزة والسّين والواو أصل واحد يدلّ على المداواة والإصلاح.

يقال: أسوت الجرح إذا داويته، ولذلك يسمّى الطّبيب الآسي.

قال الحطيئة:

هم الآسون أمّ الرّأس لمّا ... تواكلها الأطبّة والإساء

ويقال: أسوت بين القوم، إذا أصلحت بينهم، ومن هذا الباب قولهم: لي في فلان أسوة (بضمّ الهمزة وكسرها) ، أي قدوة، أي أنّي أقتدي به، وأسّيت فلانا إذا عزّيته من هذا، أي قلت له: ليكن لك بفلان أسوة فقد أصيب بمثل ما أصبت به فرضي وسلّم، ومن هذا الباب آسيته بنفسي (وواسيته) .

وقال الرّاغب: الأسو: إصلاح الجرح وأصله:

إزالة الأسى، والآسى: طبيب الجرح، جمعه: إساء وأساة، والمجروح مأسيّ وأسيّ معا، ويقال آسيته (أصلحته) ، قال الشّاعر:

آسى أخاه بنفسه.

وقال: آخر:

فآسى وآذاه فكان كمن جنى.

الآيات/ الأحاديث/ الآثار/

٢٧/ ١٥ وقال الجوهريّ: في مادّة (وس ى) : وواساه لغة ضعيفة في آساه، تبنى على يواسي، وقد استوسيته:

أي قلت له واسني، وقال في مادّة (أسا) يقال: آسيته بمالي مواساة، أي جعلته أسوتي فيه، والإسوة والأسوة (بالكسر والضّمّ) هي ما يأتسي به الحزين ويتعزّى به، والجمع إسى وأسى، ثمّ سمّي الصّبر أسى، وتآسوا:

أي آسى بعضهم بعضا، والأسى: المداواة والعلاج، وهو الحزن أيضا والإساء: الدّواء بعينه والإساء (أيضا) الأطبّة. جمع الآسي.

وقال ابن منظور: الأسا (مفتوح مقصور) المداواة والعلاج، وهو الحزن أيضا، وأسا الجرح أسوا وأسا: داواه، والأسوّ على فعول: دواء تأسو به الجرح، ويقال: أسا بينهم أسوا أصلح، وتآسوا أي آسى بعضهم بعضا، قال الشّاعر:

وإنّ الألى بالطّفّ من آل هاشم ... تآسوا فسنّوا للكرام التّآسيا

قال ابن برّيّ: وهذا البيت تمثّل به مصعب (بن الزّبير) يوم قتل، وتآسوا فيه من المؤاساة لا من التّأسّي، والمواساة: المساواة والمشاركة في المعاش والرّزق وأصلها الهمزة فقلبت واوا تخفيفا وفي حديث الحديبية:

إنّ المشركين واسونا للصّلح، جاء به على التّخفيف، وعلى الأصل جاء الحديث الآخر: ما أحد عندي