للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن خرج على أمّتي، يضرب برّها وفاجرها. ولا يتحاشى «١» من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده، فليس منّي ولست منه» ) * «٢» .

١٤-* (عن جندب بن عبد الله البجليّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من قتل تحت راية عمّيّة، يدعو عصبيّة، أو ينصر عصبيّة، فقتلة جاهليّة» ) * «٣» .

١٥-* (عن أبي الطفيل قال: كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس، فقال: أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة «٤» ؟ قال: فقال له القوم: أخبره إذ سألك. قال:

كنّا نخبر أنّهم أربعة عشر. فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر. وأشهد بالله أنّ اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.

وعذر ثلاثة. قالوا: ما سمعنا منادي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولا علمنا بما أراد القوم. وقد كان في حرّة «٥» فمشى فقال: «إنّ الماء قليل. فلا يسبقني إليه أحد» فوجد قوما قد سبقوه. فلعنهم يومئذ) * «٦» .

من الآثار الواردة في ذمّ (الحرب والمحاربة)

١-* (قال ابن الجوزيّ: «عداوة الأقارب صعبة وربّما دامت كحرب بكر وتغلب ابني وائل وعبس وذبيان ابني بغيض، والأوس والخزرج ابني قيلة» ) * «٧» .

قال الحافظ: ركدت هذه الحروب أربعين عاما.

٢-* (قال زهير بن أبي سلمى:

وما الحرب إلّا ما علمتم وذقتم ... وما هو عنها بالحديث المرجّم «٨»

مّتى تبعثوها «٩» تبعثوها ذميمة ... وتضر «١٠» إذا ضرّيتموها فتضرم

فتعرككم «١١» عرك الرحى بثفالها «١٢» ... وتلقح كشافا «١٣» ثمّ تنتج فتتئم «١٤»


(١) ولا يتحاشى: وفي بعض النسخ (يتحاش) بحذف الياء. ومعناه لا يكترث بما يفعله فيها، ولا يخاف وباله وعقوبته.
(٢) مسلم (١٨٤٨) .
(٣) مسلم (١٨٥٠) .
(٤) العقبة: هذه العقبة ليست العقبة المشهورة بمنى، التي كانت بها بيعة الأنصار، رضي الله عنهم. وإنما هذه عقبة على طريق تبوك، اجتمع المنافقون فيها للغدر برسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غزوة تبوك. فعصمه الله منهم.
(٥) حرة: الحرة أرض ذات حجارة سود، والجمع حرار.
(٦) مسلم (٢٧٧٩) .
(٧) صيد الخاطر (٥٨٠) .
(٨) المرجم: المظنون.
(٩) تبعثوها: تثيروها لا تحمدوا أمرها، وذميمة مذمومة.
(١٠) تضر أي تعود، ضري يضرى ضراوة إذا تعود. إذا ضريتموها أي عودتموها، يعني الحرب.
(١١) تعرككم: أراد تطحنكم هذه الحرب.
(١٢) بثفالها: أي لها ثفال وهي جلدة تكون تحت الرحى يقع الدقيق عليها.
(١٣) وتلقح كشافا: أي تدارككم الحرب.
(١٤) فتتئم: تأتيكم باثنين اثنين، تفظيعا لها.