للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: رحمه الله ووصله، وقال: يا جارية، اذهبي إلى بيت فلان بكذا وبيت فلان بكذا، فاطّلعت امرأة معاذ فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا. ولم يبق في الخرقة إلّا ديناران فنحا «١» بهما إليها. فرجع الغلام إلى عمر فأخبره فسرّ بذلك عمر وقال: إنّهم إخوة! بعضهم من بعض) * «٢» .

٨-* (سئل ذو النّون المصريّ: ما حدّ الزّاهد المنشرح صدره؟ قال ثلاث: تفريق المجموع، وترك طلب المفقود، والإيثار عند القوت) * «٣» .

٩-* (وحكي عن أبي الحسن الأنطاكيّ: أنّه اجتمع عنده نيّف وثلاثون رجلا بقرية من قرى الرّيّ، ومعهم أرغفة معدودة لا تشبع جميعهم، فكسروا الرّغفان، وأطفئوا السّراج، وجلسوا للطّعام، فلمّا رفع فإذا الطّعام بحاله لم يأكل منه أحد شيئا، إيثارا لصاحبه على نفسه» ) * «٤» .

١٠-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: أهدي لرجل من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأس شاة، فقال: إنّ أخي فلانا وعياله أحوج إلى هذا منّا.

فبعث به إليهم، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتّى تداولها أهل سبعة أبيات حتّى رجعت إلى الأوّل فنزلت وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ (الحشر/ ٩)) * «٥» .

[من فوائد (الإيثار)]

(١) دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام.

(٢) طريق موصّل إلى محبّة الله ورضوانه.

(٣) حصول الألفة والمحبّة بين النّاس.

(٤) دليل سخاء النّفس وارتقائها.

(٥) مظهر من مظاهر حسن الظّنّ بالله.

(٦) علامة على حسن الخاتمة.

(٧) الإيثار دليل علوّ الهمّة والبعد عن صفة الأثرة الذّميمة.

(٨) الإيثار يجلب البركة وينمّي الخير.

(٩) الإيثار من علامات الرّحمة الّتي توجب لصاحبها الجنّة ويعتق بها من النّار.

(١٠) الإيثار طريق موصّل إلى الفلاح لأنّه يقي الإنسان من داء الشّحّ.


(١) كذا في رواية الطبراني في الكبير (٢/ ٣٣، ٣٤) ، وقد سبق في (ص ٦٢٦) .
(٢) القرطبي (١٨/ ١٩) .
(٣) المرجع السابق (١٨/ ٢٠) .
(٤) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٥) الدر المثنور (٨/ ١٠٧) .