للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحاديث الواردة في ذمّ (الغفلة)

١-* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض فإذا سألتم الله- عزّ وجلّ- أيّها النّاس، فسلوه وأنتم

موقنون بالإجابة فإن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل» ) * «١» .

٢-* (عن يسيرة- رضي الله عنها- وكانت من المهاجرات؛ قالت: قال لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «عليكنّ بالتّسبيح والتّهليل والتّقديس، واعقدن بالأنامل، فإنهنّ مسؤولات مستنطقات، ولا تغفلن، فتنسين الرّحمة» ) * «٢» .

وفي رواية أبي داود: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمرهنّ أن يراعين بالتّكبير والتّقديس والتّهليل، وأن يعقدن بالأنامل، فإنّهنّ مسؤولات مستنطقات» ) * «٣» .

٣-* (عن عائشة- رضي الله عنها- زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ قالت: كان النّاس يصلّون في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في رمضان أوزاعا يكون مع الرّجل شيء من القرآن فيكون معه النّفر الخمسة أو السّتّة أو أقلّ من ذلك أو أكثر فيصلّون بصلاته. قالت: فأمرني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلة من ذلك أن أنصب له حصيرا أعلى باب حجرتي ففعلت. فخرج إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد أن صلّى العشاء الآخرة. قالت: فاجتمع إليه من في المسجد فصلّى بهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلا طويلا ثمّ انصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فدخل وترك الحصير على حاله فلمّا أصبح النّاس تحدّثوا بصلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمن كان معه في المسجد تلك اللّيلة. قالت وأمسى المسجد راجّا بالنّاس فصلّى بهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم العشاء الآخرة ثمّ دخل بيته وثبت النّاس. قالت: فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما شأن النّاس يا عائشة؟» . فقلت له:

يا رسول الله، سمع النّاس بصلاتك البارحة بمن كان في المسجد فحشدوا لذلك لتصلّي بهم. قالت فقال:

«اطوي عنّا حصيرك يا عائشة» ففعلت. وبات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غير غافل وثبت النّاس مكانهم حتّى خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى الصّبح فقالت: فقال: «أيّها النّاس، أما والله ما بتّ والحمد لله ليلتي هذه غافلا وما خفي علىّ مكانكم ولكنّي تخوّفت أن يفترض عليكم فاكلفوا من العمل ما تطيقون» ) * «٤» .

٤-* (عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة- رضي الله عنهم- أنّهما سمعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول على أعواد


(١) رواه أحمد (٢/ ١٧٧) واللفظ له وقال الشيخ أحمد شاكر في تخريج المسند (١٠/ ١٤٠) : إسناده صحيح. وقال الهيثمي (١٠/ ١٤٨) : إسناده حسن.
(٢) أخرجه الترمذي (٣٥٨٣) . وحسنه الألباني، صحيح الترمذي (٢٨٣٥) .
(٣) أبو داود (١٥٠١) وقال محقق «جامع الأصول» (٤/ ٣٨٥) : حسن، وكذلك النووي وابن حجر وصححه الحاكم (١/ ٥٤٧) ووافقه الذهبي.
(٤) أحمد (٦/ ٢٦٧) واللفظ له، وأبو داود (١٣٧٤) وقال الألباني (١/ ٢٥٨) : حسن.