للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- رضي الله عنه- قال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول:

«ويل للّذي يحدّث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له ويل له» ) * «١» .

٥٣-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال:

خطبنا عمر بالجابية، فقال: يا أيّها النّاس إنّي قمت فيكم كمقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فينا. فقال: «أوصيكم بأصحابي، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ يفشو الكذب حتّى يحلف الرّجل ولا يستحلف، ويشهد الشّاهد، ولا يستشهد. ألا لا يخلونّ رجل بامرأة إلّا كان ثالثهما الشّيطان، عليكم بالجماعة وإيّاكم والفرقة؛ فإنّ الشّيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد. من أراد بحبوحة «٢» الجنّة فليلزم الجماعة، من سرّته حسنته وساءته سيّئته فذلك المؤمن» ) * «٣» .

٥٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يكون في آخر الزّمان دجّالون كذّابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإيّاكم وإيّاهم، لا يضلّونكم، ولا يفتنونكم» ) * «٤» .

الأحاديث الواردة في ذمّ (الكذب) معنى

٥٥-* (عن أبي بكرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ألا أنبّئكم بأكبر الكبائر؟

(ثلاثا) . قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «الإشراك بالله وعقوق الوالدين» وجلس وكان متّكئا فقال: «ألا وقول الزّور» قال فما زال يكرّرها حتّى قلنا ليته سكت» ) * «٥» .

٥٦-* (عن أسماء- رضي الله عنها- قالت:

جاءت امرأة إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: إنّ لي ضرّة، فهل عليّ جناح أن أتشبّع من مال زوجي بما لم يعطني؟.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «المتشبّع «٦» بما لم يعط كلابس ثوبي زور» ) * «٧» .

٥٧-* (عن عائشة- رضي الله عنها- زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين نسائه. فأيّتهنّ خرج سهمها خرج بها


(١) أبو داود (٤٩٩٠) ، وأخرجه الحاكم (١/ ٤٦) وبين أن مداره على بهز، وأكثر أهل النقل على عدالته وله شاهد من حديث بلال المزني ووافقه الذهبي. الترمذي (٢٣١٥) واللفظ له وقال: وفي الباب عن أبي هريرة، وقال حديث حسن وقال محقق جامع الأصول (١٠/ ٥٩٩) : إسناده حسن.
(٢) بحبوحة الجنة: أوسطها وأوسعها وأرجحها.
(٣) الترمذي (٢١٦٥) واللفظ له وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، والحاكم (١/ ١١٤) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
(٤) مسلم، المقدمة (٧) .
(٥) البخاري- الفتح ٥ (٢٦٥٤) واللفظ له، ومسلم (٨٧) .
(٦) المتشبع بما لم يعط: هو الذي يتشبه بالشبعان وليس به، ولذا شبه بلا بس ثوبي زور: أي الذي يزور على الناس فيريهم أنه يلبس ثوبين وليس عليه إلا ثوب واحد.
(٧) البخاري- الفتح ٩ (٥٢١٩) ، ومسلم (٢١٣٠) واللفظ له.