للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حرف العين]

[العبوس]

[العبوس لغة:]

العبوس مصدر قولهم: عبس يعبس، وهو مأخوذ من مادّة (ع ب س) الّتي تدلّ على تكرّه في شيء، قال ابن فارس: وأصله العبس وهو ما يعبس على هلب (شعر) الذّنب من بعر وغيره، ثمّ اشتقّ من ذلك: اليوم العبوس، وهو الشّديد الكريه، واشتقّ منه عبس الرّجل: إذا غضب (وتقطّب وجهه) .

وقال الجوهريّ: يقال: عبس الرّجل يعبس عبوسا: كلح، وعبّس وجهه: مبالغة في عبس، والتّعبّس التّجهّم، ويوم عبوس: أي شديد، وقول الله تعالى ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (المدثر/ ٢٢) .

قال القرطبيّ: عبس أي قطّب بين عينيه في وجوه المؤمنين، وذلك أنّه لمّا حمل قريشا على ما حملهم عليه من القول في محمّد صلّى الله عليه وسلّم بأنّه ساحر، مرّ على جماعة من المسلمين، فدعوه إلى الإسلام، فعبس في وجوههم، وقيل: عبس وبسر على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حين دعاه «١» .

وقال القرطبيّ: عبس: قبض ما بين عينيه، وقيل: قبض وجهه تكرّها «٢» .

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٣/ ٢/ ٥

وقال ابن منظور: يقال: عبس يعبس عبسا وعبّس: قطّب ما بين عينيه، ورجل عابس من قوم عبوس. ويوم عابس وعبوس: شديد، ومنه حديث قسّ: يبتغي دفع بأس يوم عبوس؛ هو صفة لأصحاب اليوم أي يوم يعبّس فيه. وعبّس تعبيسا، فهو معبّس وعبّاس إذا كرّه وجهه؛ فإن كشّر عن أسنانه فهو كالح، وقيل: عبّس: كلح. وفي صفته صلّى الله عليه وسلّم:

لا عابس ولا مفند؛ العابس: الكريه الملقى، الجهم المحيّا. والتّعبّس: التّجهّم «٣» .

[العبوس اصطلاحا:]

قال المناويّ: العبوس: تقبّض الوجه عن كراهية أو ضيق صدر «٤» .

وقال الجاحظ: العبوس هو التّقطيب عند اللّقاء بقلّة التّبسّم وإظهار الكراهية، وهذا الخلق مركّب من الكبر وغلظ الطّبع؛ فإنّ قلّة البشاشة هي استهانة بالنّاس، والاستهانة بالنّاس تكون من الإعجاب والكبر.

وقلّة التّبسّم وخاصّة عند لقاء الإخوان تكون


(١) تفسير الطبرى (١٢/ ٣٠٨، ٤٤٣) .
(٢) مقاييس اللغة (٤/ ٢١٠) ، الصحاح (٣/ ٩٤٤) ، اللسان (٤/ ٢٧٨٥) ، ط. دار المعارف.
(٣) لسان العرب (٦/ ١٢٨) .
(٤) التوقيف للمناوى (٢٣٥) .