[أقسام الخصائص:]
يتبيّن ممّا سبق أنّ الخصائص من حيث الأصل تنقسم إلى قسمين:
القسم الأوّل:
خصائص اختصّ بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دون غيره من الأنبياء والمرسلين عليهم الصّلاة والسّلام.
القسم الثّاني:
ما اختصّ به صلّى الله عليه وسلّم من الخصائص والأحكام دون أمّته. وقد يشاركه في بعضها الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام.
القسم الأوّل الخصائص التي انفرد بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن بقية الأنبياء والمرسلين- صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-
اختصّ الله تبارك وتعالى عبده ورسوله محمّدا صلّى الله عليه وسلّم دون غيره من الأنبياء عليهم السّلام بخصائص كثيرة تشريفا له وتكريما ممّا يدلّ على جليل رتبته وشرف منزلته عند ربّه.
ففي الدّنيا آتاه القرآن العظيم المعجزة المحفوظة الخالدة، ونصره بالرّعب، وأرسله إلى الخلق كافّة وختم به النّبيّين ... إلى غير ذلك من الخصائص ممّا سيأتي مفصّلا بإذن الله.
وفي الآخرة أكرمه بالشّفاعة العظمى والوسيلة والفضيلة والحوض وسيادة ولد آدم إلى غير ذلك ممّا سيأتي.
وأكرمه بخصائص في أمّته لم تعطها غيرها من الأمم. ففي الدّنيا أحلّ لها الغنائم وجعل لها الأرض طهورا ومسجدا وجعلها خير الأمم، إلى غير ذلك ممّا سيأتي. وفي الآخرة بأن جعلها شاهدة للأنبياء على أممهم، وجعلها أوّل الأمم دخولا الجنّة إلى غير ذلك ممّا سيأتي.
وقد قسّم العلماء- رحمهم الله- الخصائص الّتي انفرد بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن بقيّة الأنبياء والمرسلين عليهم الصّلاة والسّلام إلى عدّة أنواع:
النّوع الأوّل: ما اختصّ به في ذاته في الدّنيا.
النّوع الثّاني: ما اختصّ به في ذاته في الآخرة.
النّوع الثّالث: ما اختصّ به في أمّته في الدّنيا.
النّوع الرّابع: ما اختصّ به في أمّته في الآخرة «١» .
(١) انظر الخصائص الكبرى للسيوطي (٢/ ٣١٤) .