للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الحسد]

[الحسد لغة:]

الحسد مصدر قولهم: حسد يحسد ويحسد- بكسر السين وضمّها- وأصله القشر وهو مأخوذ من الحسدل وهو القراد، فالحسد يقشر القلب، كما تقشر القراد الجلد فتمتصّ دمه.

وحسدتك على الشيء، وحسدتك الشيء بمعنى. يقول الفيّوميّ: «حسدته على النعمة وحسدته النعمة حسدا. بفتح السين أكثر من سكونها، يتعدّى إلى الثاني بنفسه وبالحرف إذا كرهتها عنده، وتمنّيت زوالها عنه» وهو عند أهل التحقيق غير الغبطة، لأنّ الأولى صفة المنافقين، والثانية صفة المؤمنين. قال الراغب: وروي «المؤمن يغبط، والمنافق يحسد» ومنه قوله تعالى حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ (البقرة/ ١٠٩) وقوله تعالى: وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (الفلق/ ٥) وقوله صلّى الله عليه وسلّم: «لا حسد إلّا في اثنتين» هو أن يتمنّى الرجل أن يرزقه الله ما لا ينفق منه في سبيل الخير، أو

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٤/ ٢٠/ ٢٤

يتمنّى أن يكون حافظا لكتاب الله، فيتلوه آناء اللّيل وأطراف النّهار، ولا يتمنّى أن يرزأ صاحب المال في ماله أو تالي القرآن في حفظه، وهذا هو الحسد المباح، وهو ما يسمّى بالغبطة، وقال ابن منظور: الحسد أن تتمنّى زوال نعمة المحسود، وحسده يحسده ويحسده حسدا وحسّده إذا تمنّى أن تتحوّل إليه نعمته وفضيلته أو يسلبهما.

وتحاسد القوم، ورجل حاسد من قوم حسّد «١» .

[الحسد اصطلاحا:]

كراهة النعمة وحبّ زوالها عن المنعم عليه.

وقال الجرجانيّ: الحسد تمنّي زوال نعمة المحسود إلى الحاسد «٢» .

وقال الجاحظ: الحسد: هو التألّم بما يراه الإنسان لغيره وما يجده فيه من الفضائل، والاجتهاد في إعدام ذلك الغير ما هو له، وهو خلق مكروه وقبيح بكلّ أحد «٣» .

وقال الماورديّ: حقيقة الحسد: شدّة الأسى


(١) الصحاح للجوهري (٢/ ٥٤٦) ، ولسان العرب (٣/ ١٤٨- ١٤٩) ، ومقاييس اللغة (٢/ ٦١) ، والمفردات (١١٧) ، والمصباح المنير (١/ ١٣٥) .
(٢) الإحياء (٣/ ١٨٩) ، والتعريفات (٨٧) .
(٣) تهذيب الأخلاق (٣٤) .