للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذمّ (الغدر)

١-* (عن عديّ بن حاتم قال: أتينا عمر في وفد فجعل يدعو رجلا رجلا ويسمّيهم. فقلت: أما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ قال: بلى. أسلمت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وعرفت إذ أنكروا. فقال عديّ: فلا أبالي إذا) * «١» .

٢-* (عن ابن مسعود- رضي الله عنه- في قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «من حلف على يمين ... الحديث» قال: فأنزل الله تصديقه إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ ... وفي رواية فمرّ الأشعث بن قيس فقال: ما يحدّثكم عبد الله؟ قالوا له. فقال الأشعث: نزلت فيّ وفي صاحب لي في بئر كانت بيننا) * «٢» .

٣-* (عن مصعب بن سعد، قال: سألت أبي قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا هم الحروريّة؟ «٣» قال: لا، هم اليهود والنّصارى، أمّا اليهود فكذّبوا محمّدا صلّى الله عليه وسلّم، وأمّا النّصارى فكفروا بالجنّة وقالوا لا طعام فيها ولا شراب، والحروريّة الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، وكان سعد يسمّيهم الفاسقين) * «٤» .

٤-* (جعل المنصور العهد إلي عيسى بن موسى ثمّ غدر به وأخّره وقدّم المهديّ عليه فقال عيسى:

أينسى بنو العبّاس ذبّي عنهم ... بسيفي ونار الحرب زاد سعيرها

فتحت لهم شرق البلاد وغربها ... فذلّ معاديها وعزّ نصيرها

أقطّع أرحاما عليّ عزيزة ... وأبدي مكيدات لها وأثيرها

فلمّا وضعت الأمر في مستقرّه ... ولاحت له شمس تلألأ نورها

دفعت عن الأمر الّذي أستحقّه ... وأوسق أوساقا من الغدر عيرها «٥»

٥-* (لمّا حلف محمّد الأمين للمأمون في بيت الله الحرام- وهما وليّا عهد- طالبه جعفر بن يحيى أن يقول: خذلني الله إن خذلته. فقال ذلك ثلاث مرّات.

قال الفضل بن الرّبيع: قال لي الأمين في ذلك الوقت عند خروجه من بيت الله: يا أبا العبّاس أجد نفسي أنّ أمري لا يتمّ. فقلت له ولم ذلك أعزّ الله الأمير؟ قال:

لأنّي كنت أحلف وأنا أنوي الغدر، وكان كذلك لم يتمّ أمره) * «٦» .

٦-* (قال الأبشيهيّ: «كم أوقع الغدر في المهالك من غادر، وضاقت عليه من موارد الهلكات


(١) البخاري- الفتح ٧ (٤٣٩٤) .
(٢) البخاري- الفتح ١١ (٦٦٥٩، ٦٦٦٠) .
(٣) والحرورية: هم الخوارج نسبة إلى حروراء في العراق.
(٤) البخاري- الفتح ٨ (٤٧٢٨) .
(٥) المستطرف (١/ ٣٠٢) .
(٦) المرجع السابق (١/ ٣٠١) .