للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «المسلمون تتكافأ دماؤهم: يسعى بذمّتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم، يردّ مشدّهم على مضعفهم، ومتسرّعهم على قاعدهم، لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده» ) * «١» .

٢٨-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- يرفعه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من أعطى بيعة ثمّ نكثها «٢» لقي الله وليست معه يمينه» ) * «٣» .

٢٩-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: «من خرج من الطّاعة، وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهليّة «٤» ، ومن قاتل تحت راية عمّيّة «٥» يغضب لعصبة «٦» ، أو يدعو إلى عصبة. أو ينصر عصبة فقتل فقتلة «٧» جاهليّة، ومن خرج على أمّتي يضرب برّها وفاجرها ولا يتحاش «٨» من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده، فليس منّي ولست منه) * «٩» .

٣٠-* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- قال: أقبل علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهنّ- وأعوذ بالله أن تدركوهنّ: لم تظهر الفاحشة في قوم قطّ حتّى يعلنوا بها إلّا فشا فيهم الطّاعون، والأوجاع الّتي لم تكن مضت في أسلافهم الّذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلّا أخذوا بالسّنين وشدّة المئونة وجور السّلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلّا منعوا القطر من السّماء، ولولا البهائم لم يمطروا. ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلّا سلّط الله عليهم عدوّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمّتهم بكتاب الله، ويتخيّروا ممّا أنزل الله إلّا جعل الله بأسهم بينهم» ) * «١٠» .


(١) أبو داود (٢٧٥١) واللفظ له. وقال الألباني (٢/ ٥٢٦) : حسن صحيح. وقال محقق جامع الأصول (١٠/ ٢٥٥) : إسناده حسن.
(٢) ونكث الصفقة (أن تعطي رجلا بيعتك ثم تقاتله) وهذا التفسير عند أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) قال ابن حجر (فتح الباري ١٣/ ٢١٨) : أخرجه الطبراني بسند جيد.
(٤) ميتة جاهلية: أي على صفة موتهم من حيث هم فوضى لا إمام لهم.
(٥) عمية: هي بضم العين وكسرها. لغتان مشهورتان. والميم مكسورة مشددة والياء مشددة أيضا. قالوا: هي الأمر الأعمى لا يستبين وجهه. كذا قاله أحمد بن حنبل والجمهور. قال إسحاق بن راهويه: هذا كتقاتل القوم للعصبية.
(٦) العصبة: عصبة الرجل أقاربه من جهة الأب. سموا بذلك لأنهم يعصبونه ويعتصب بهم. أي يحيطون به ويشتد بهم. والمعنى يغضب ويقاتل ويدعو غيره كذلك. لا لنصرة الدين والحق بل لمحض التعصب لقومه ولهواه. كما يقاتل أهل الجاهلية، فإنهم إنما كانوا يقاتلون لمحض العصبية.
(٧) فقتلة: خبر لمبتدا محذوف. أي فقتلته كقتلة أهل الجاهلية.
(٨) ولا يتحاش: وفي بعض النسخ: يتحاشى، بالياء. ومعناه لا يكترث بما يفعله فيها، ولا يخاف وباله وعقوبته.
(٩) مسلم (١٨٤٨) .
(١٠) ابن ماجة (٤٠١٩) . وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (٢/ ١٣٣١) برقم (٧٩٧٨) .