للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللهمّ بلّغ نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم عنّا أنّا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنّا) * «١» .

٣١-* (عن أنس بن مالك قال: جاء ناس إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: أن ابعث معنا رجالا يعلّمونا القرآن والسّنّة، فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم القرّاء فيهم خالي حرام يقرءون القرآن، ويتدارسون باللّيل يتعلّمون. وكانوا بالنّهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد. ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطّعام لأهل الصّفّة «٢» وللفقراء فبعثهم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إليهم فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان فقالوا: اللهمّ بلّغ عنّا نبيّنا، أنّا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنّا. قال: وأتى رجل حراما خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتّى أنفذه فقال حرام: فزت وربّ الكعبة! فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأصحابه: «إنّ إخوانكم قد قتلوا وإنّهم قالوا: اللهمّ بلّغ عنّا نبيّنا، أنّا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنّا» ) * «٣» .

٣٢-* (عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعرض نفسه على النّاس في الموقف، فقال:

«ألا رجل يحملني إلى قومه، فإنّ قريشا قد منعوني أن أبلّغ كلام ربّي» ) * «٤» .

[ومن الأحاديث الواردة في (التبيين)]

٣٣-* (عن أنس- رضي الله عنه- قال:

سألوا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتّى أحفوه بالمسألة، فصعد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم المنبر فقال: لا تسألوني عن شيء إلّا بيّنت لكم، فجعلت أنظر يمينا وشمالا فإذا كلّ رجل رأسه في ثوبه يبكي، فأنشأ رجل كان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه فقال: يا نبيّ الله، من أبي؟ فقال: «أبوك حذافة» . ثمّ أنشأ عمر فقال: رضينا بالله ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد رسولا، نعوذ بالله من سوء الفتن، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «ما رأيت في الخير والشّرّ كاليوم قطّ، إنّه صوّرت لي الجنّة والنّار حتّى رأيتهما دون الحائط» . قال قتادة يذكر هذا الحديث عند هذه الاية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (المائدة/ ١٠١) » ) * «٥» .

٣٤-* (عن حطّان بن عبد الله الرّقاشيّ، قال:


(١) المسند (٦/ ٢٤) الحديث (٣٩٥٢) . والمرفوع منه من قوله «اللهم بلغ نبينا ... » إلخ الحديث. عند مسلم من حديث أنس. انظر صحيح مسلم بشرح النووي (١٣/ ٤٧) .
(٢) لأهل الصّفّة، أصحاب الصّفّة: هم الفقراء الغرباء الذين كانوا يأوون إلى مسجد النبي صلّى الله عليه وسلّم وكانت لهم في آخره صفة وهو مكان منقطع من المسجد مظلّل عليه يبيتون فيه. قال إبراهيم الحربي والقاضي وأصله من صفة البيت وهي شيء كالظلة أمامه.
(٣) مسلم (٦٧٧) .
(٤) أبو داود (٤/ ٢٣٤) رقم الحديث (٤٧٢٤) ، واللفظ له، وابن ماجة- المقدمة (حديث ٢٠١) . وقال محقق «جامع الأصول» (١١/ ٢٩١) : إسناده صحيح.
(٥) البخاري- الفتح (٧٠٨٩) .