للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[العلم]

[العلم لغة:]

مصدر قولهم: علم يعلم علما وهو مأخوذ من مادّة (ع ل م) الّتي تدلّ على أثر بالشّيء يتميّز بها عن غيره، قال الرّاغب: وعلّمته وأعلمته في الأصل واحد، إلّا أنّ الإعلام اختصّ بما كان بإخبار صحيح، والتّعليم اختصّ بما يكون بتكرير وتكثير حتّى يحدث منه أثر في نفس المتعلّم، وقول الله تعالى وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (يوسف/ ٧٦) فعليم يصحّ أن يكون إشارة إلى الإنسان العالم الّذي يكون فوق آخر، ويكون تخصيص لفظ العليم الّذي هو للمبالغة تنبيها إلى أنّه بالإضافة إلى الأوّل عليم وإن لم يكن بالإضافة إلى من فوقه كذلك، ويجوز أن يكون قوله «عليم» عبارة عن الله تعالى، وقول الله تعالى: عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً* إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ (الجن/ ٢٦/ ٢٧) فيه إشارة إلى أنّ لله تعالى علما يخصّ به أولياءه. والعالم في وصف الله تعالى: هو الّذي لا يخفى عليه شيء «١» .

وقال ابن منظور: العلم نقيض الجهل، وعلمت الشّيء الايات/ الأحاديث/ الاثار ٣٧٩/ ٦٥/ ٦١

أعلمه علما: عرفته. قال ابن برّيّ: وتقول: علم وفقه:

أي تعلّم وتفقّه، وعلم وفقه (بالضّمّ) أي ساد العلماء والفقهاء، والعلّام والعلّامة: النّسّابة وهو من العلم. قال ابن جنّي: رجل علّامة، وامرأة علّامة، وفي حديث ابن مسعود: إنّك غليّم معلّم، أي ملهم للصّواب والخير، وعلم بالشّيء: شعر. يقال: ما علمت بخبر قدومه: أي ما شعرت. وعلم الأمر وتعلّمه: أتقنه. وعلم الرّجل: خبره، وأحبّ أن يعلمه أي يخبره «٢» .

[واصطلاحا:]

قال الجرجانيّ: العلم هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع «٣» .

وقال الفيروز اباديّ: العلم ضربان: الأوّل:

إدراك ذات الشّيء. والثّاني: الحكم على الشّيء بوجود شيء هو موجود له، أو نفي شيء هو منفيّ عنه، فالأوّل يتعدّى إلى مفعول واحد، والاخر يتعدّى إلى مفعولين، والعلم من وجه آخر ضربان: نظريّ وعمليّ، ومن وجه ثالث: عقليّ وسمعيّ «٤» .

وقال الكفويّ: المعنى الحقيقيّ للفظ العلم هو


(١) المقاييس (٤/ ١٠٩) ، والمفردات (٣٤٤) .
(٢) لسان العرب (٥/ ٣٠٨٣- ٣٠٨٤) ، وانظر: الصحاح للجوهري (٥/ ١٩٩٠- ١٩٩١) .
(٣) التعريفات للجرجاني (١٩١) .
(٤) انظر تفاصيل ذلك في بصائر ذوي التمييز (٨٨) وما بعدها، والمفردات للراغب (٣٤٣) .