للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«الأشر «١» والبطر والتّكاثر والتّناجش في الدّنيا والتّباغض والتّحاسد حتّى يكون البغي» ) * «٢» .

١٦-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني، ومن أبغضهما فقد أبغضني» ) * «٣» .

١٧-* (عن زرّ، قال: قال عليّ: والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة إنّه لعهد النّبيّ الأمّيّ صلّى الله عليه وسلّم إليّ: أن لا يحبّني إلّا مؤمن، ولا يبغضني إلّا منافق) * «٤» .

١٨-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «والّذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنّة حتّى تسلموا، ولا تسلموا حتّى تحابّوا، وأفشوا السّلام تحابّوا، وإيّاكم والبغضة، فإنّها هي الحالقة، لا أقول لكم تحلق الشّعر، ولكن تحلق الدّين» ) * «٥» .

١٩-* (عن عمرو بن أبي قرّة قال: كان حذيفة بالمداين، فكان يذكر أشياء قالها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأناس من أصحابه في الغضب فينطلق ناس ممّن سمع ذلك من حذيفة فيأتون سلمان فيذكرون له قول حذيفة فيقول سلمان: حذيفة أعلم بما يقول. فيرجعون إلى حذيفة فيقولون له: قد ذكرنا قولك لسلمان فما صدّقك ولا كذّبك فأتى حذيفة سلمان- وهو في مبقلة- فقال: يا سلمان ما يمنعك أن تصدّقني بما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال سلمان: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه، ويرضى فيقول في الرّضا لناس من أصحابه.

أما تنتهي حتّى تورّث رجالا حبّ رجال، ورجالا بغض رجال، وحتّى توقع اختلافا وفرقة؟ ولقد علمت أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، خطب فقال: «أيّما رجل من أمّتي سببته سبّة، أو لعنته لعنة في غضبي فإنّما أنا من ولد آدم، أغضب كما يغضبون، وإنّما بعثني رحمة للعالمين، فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة، والله لتنتهينّ أو لأكتبنّ إلى عمر) * «٦» .

الأحاديث الواردة في ذمّ (البغض) معنى

٢٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رجلا قال: يا رسول الله إنّ لي قرابة أصلهم ويقطعوني.

وأحسن إليهم ويسيئون إليّ. وأحلم عنهم ويجهلون عليّ «٧» . فقال: «لئن كنت كما قلت، فكأنّما تسفّهم


(١) الأشر: المرح وقيل: هو البطر، والبطر: هو الطغيان في النعمة، والتناجش هو أن يزيد الرجل ثمن السلعة وهو لا يريد شراءها.
(٢) الحاكم في المستدرك (٤/ ١٦٨) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
(٣) ابن ماجة مقدمة (١٤٣) . وفي الزوائد: إسناده صحيح، ورجاله ثقات.
(٤) مسلم (٧٨) .
(٥) الأدب المفرد حديث رقم (٢٦٠) ، وقال محققه: أخرجه مسلم وأبو داود وابن ماجة في الأدب (١/ ٢٦٠) .
(٦) أبو داود (٤٦٥٩) وقال الألباني (٣/ ٨٨٢) : صحيح.
(٧) ويجهلون علي: أي يسيئون والجهل هنا: القبيح من القول.