مصدر قولهم: جادله يجادله جدالا ومجادلة وهو مأخوذ من مادّة (ج د ل) الّتي تدلّ على استحكام الشّيء في استرسال يكون فيه وامتداد الخصومة ومراجعة الكلام، تقول من ذلك: جادله أي ناظره وخاصمه، والاسم من ذلك: الجدل، وهو شدّة الخصومة، وجدل الحبل: إحكام فتله، وإلى هذا المعنى أرجع الرّاغب معنى الجدال (والمجادلة) فقال:
الجدال المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة، وكأنّ المتجادلين يفتل كلّ واحد الآخر عن رأيه، وأصله من جدلت الحبل، ومن ذلك جدلت البناء: أحكمته، والأجدل: الصّقر المحكم البنية، وقيل: الأصل في الجدال: الصّرع وإسقاط الإنسان صاحبه على الجدالة وهي الأرض الصّلبة، والجدل: اللّدد في الخصومة والقدرة عليها، ويقال رجل جدل ومجدل ومجدال إذا كان شديد الخصومة والجدل. كما يقال: جادلت الرّجل فجدلته جدلا أي غلبته. كما يأتي منه المصدر على جدال ومجادلة، ومعناه المناظرة والمخاصمة.
الآيات/ الأحاديث/ الآثار
٢٥/ ١٠/ ١٤
والرّجل مجدول إذا انقطع في الخصام. وهما يتجادلان إذا كانا يتخاصمان.
والمجدل الجماعة من النّاس، وذلك لأنّ الغالب عليهم إذا اجتمعوا أن يتجادلوا، والجدال (أيضا) المخاصمة بما يشغل عن ظهور الحقّ ووضوح الصّواب، قال الفيّوميّ: هذا هو الأصل، ثمّ استعمل على لسان حملة الشّرع في مقابلة الأدلّة لظهور أرجحها. وهو محمود إذا كان للوقوف على الحقّ وإلّا فمذموم، ومن معنى الصّرع قيل: جدله جدلا، وجدّله فانجدل، وتجدّل: أي صرعه على الجدالة، وهو مجدول ومجدّل ومجندل، وأكثر ما يقال: جدّلته تجديلا، وفي الحديث أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:«أنا خاتم النّبيّين في أمّ الكتاب، وإنّ آدم لمنجدل في طينته» ، والمجدّل الملقى بالجدالة وهي الأرض، ومنه حديث عليّ- رضي الله عنه- حين وقف على طلحة وهو قتيل (بعد معركة الجمل) فقال: «أعزز عليّ أبا محمّد أن أراك مجدّلا تحت نجوم السّماء» أي ملقى على الأرض قتيلا «١» .
(١) مقاييس اللغة لابن فارس (١/ ٤٣٣) ، المفردات للراغب ٨٧، لسان العرب (١/ ٥٧١) . والصحاح (٤/ ١٦٥٣) . والمصباح المنير (١/ ٩٣) .