للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً (الجن/ ١، ٢) فأنزل الله- عزّ وجلّ- على نبيّه محمّد صلّى الله عليه وسلّم: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ (الجن/ ١)) * «١» .

٣٥-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: «ما كان من نبيّ إلّا وقد كان له حواريّون يهتدون بهديه «٢» ويستنّون بسنّته» ) * «٣» .

٣٦-* (عن أبي موسى- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقيّة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها النّاس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنّما هي قيعان «٤» لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه «٥» في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى الله الّذي أرسلت به» . قال أبو عبد الله: قال إسحاق: وكان منها طائفة قيّلت «٦» الماء قاع يعلوه الماء، والصّفصف المستوي من الأرض» ) * «٧» .

٣٧-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» ) * «٨» .

٣٨-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من سنّ سنّة ضلال فاتّبع عليها كان عليه مثل أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شيء، ومن سنّ سنّة هدى فاتّبع عليها كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء» ) * «٩» .

٣٩-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- في حديث أبي سفيان مع هرقل، قال: ثمّ دعا بكتاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الّذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى، فدفعه إلى هرقل، فقرأه فإذا فيه: «بسم الله الرّحمن الرّحيم، من محمّد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الرّوم: سلام على من اتّبع الهدى، أمّا بعد فإنّي أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، أسلم يؤتك الله أجرك مرّتين، فإن تولّيت فإنّ عليك إثم الأريسيّين «١٠» ويا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران/ ٦٤) . قال أبو سفيان: فلمّا قال


(١) البخاري- الفتح ٨ (٤٩٢١) . ومسلم (٤٤٩)
(٢) يهتدون بهديه: أي بطريقته وسمته.
(٣) مسلم (٤٩) .
(٤) القيعان: بكسر القاف جمع قاع، وهو الأرض المستوية الملساء التي لا تنبت.
(٥) فقه: أي صار فقيها.
(٦) قيلت: أي شربت، والقيل: شرب نصف النهار.
(٧) البخاري- الفتح ١ (٧٩) . واللفظ له ومسلم (٢٢٨٢) .
(٨) مسلم (٢٦٧٤) .
(٩) أحمد (٢/ ٥٠٥) . وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. وهو عند مسلم بلفظ آخر وعند الترمذي والنسائي وغيرهم.
(١٠) الأريسيين: اختلفوا في المراد بهم على أقوال: أصحها وأشهرها أنهم الأكارون أي الفلاحون والزراعون ومعناه: إن عليك إثم رعاياك الذين يتبعونك.