للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ بأن يمشي قائما منتصبا على رجليه، ويأكل بيديه، وغيره من الحيوانات يمشي على أربع، ويأكل بفمه، وجعل له سمعا وبصرا وفؤادا، يفقه بذلك كلّه وينتفع به، ويفرّق بين الأشياء، ويعرف منافعها وخواصّها ومضارّها في الأمور الدّينيّة والدّنيويّة) * «١» .

٢١-* (وقال- رحمه الله-: وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا أي: من سائر الحيوانات وأصناف المخلوقات. وقد استدلّ بهذه الآية الكريمة على أفضليّة جنس البشر على جنس الملائكة) * «٢» .

٢٢-* (قال النّيسابوري في قوله تعالى: ...

ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ* الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ* فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (الانفطار/ ٦- ٨) .

«.. الكرم بالخلق والتّسوية وهي انتصاب القامة، أو سلامة الأعضاء، وبالتّعديل وهو: تناسبها ... » ) * «٣» .

٢٣-* (عن أبيّ بن كعب في قول الله- عزّ وجلّ- وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ ... الآية

(الأعراف/ ١٧٢) . قال: «جمعهم فجعلهم أرواحا، ثمّ صوّرهم فاستنطقهم فتكلّموا، ثمّ أخذ عليهم العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربّكم؟ قال: فإنّي أشهد عليكم السّموات السّبع والأرضين السّبع، وأشهد عليكم أباكم آدم عليه السّلام- أن تقولوا يوم القيامة: لم نعلم بهذا، اعلموا أنّه لا إله غيري، ولا ربّ غيري، فلا تشركوا بي شيئا، إنّي سأرسل إليكم رسلي يذكّرونكم عهدي وميثاقي، وأنزل عليكم كتبي. قالوا: شهدنا بأنّك ربّنا وإلهنا، لا ربّ لنا غيرك. فأقرّوا بذلك، ورفع عليهم آدم ينظر إليهم، فرأى الغنيّ والفقير، وحسن الصّورة ودون ذلك، فقال: ربّ، لولا سوّيت بين عبادك، قال إنّي أحببت أن أشكر) * «٤» .


(١) تفسير ابن كثير (٣/ ٥٥) .
(٢) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٣) غرائب القرآن ورغائب الفرقان من تفسير الطبري، (٣٠/ ٤١) .
(٤) مسند الإمام أحمد (٥/ ١٣٥) ، وتفسير الطبري (٩/ ٧٩) .