للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نَتَّخِذَهُ وَلَداً (القصص/ ٩)) * «١» .

٥-* (قال عبد الله بن رواحة للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:

إنّي توسّمت فيك الخير أعرفه ... والله يعلم أنّي ثابت البصر

وقال آخر:

توسّمته لمّا رأيت مهابة ... عليه وقلت المرء من آل هاشم) *

«٢» .

٦-* (قال ابن القيّم: كان الصّدّيق- رضي الله عنه- أعظم الأمّة فراسة، وبعده عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، ووقائع فراسته مشهورة فإنّه ما قال لشيء أظنّه كذا إلّا كان كما قال، ويكفي في فراسته: موافقته ربّه في المواضع المعروفة.

ومرّ بعمر- رضي الله عنه- سواد بن قارب، ولم يكن يعرفه، فقال: لقد أخطأ ظنّي، وإنّ هذا كاهن، أو كان يعرف الكهانة في الجاهليّة. فلمّا جلس بين يديه قال له ذلك عمر، فقال: سبحان الله يا أمير المؤمنين ما استقبلت أحدا من جلسائك بمثل ما استقبلتني به، فقال له عمر رضي الله عنه: ما كنّا عليه في الجاهليّة أعظم من ذلك، ولكن أخبرني عمّا سألتك عنه، فقال:

صدقت يا أمير المؤمنين كنت كاهنا في الجاهليّة ... وفراسة الصّحابة- رضي الله عنهم- أصدق الفراسة) * «٣» .

٧-* (قال ابن القيّم- رحمه الله-: كان إياس ابن معاوية من أعظم النّاس فراسة، وله الوقائع المشهورة، وكذلك الشّافعيّ رحمه الله، وقيل: إنّ له فيها تاليف) * «٤» .

٨-* (وقال أيضا: ولقد شاهدت من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أمورا عجيبة، وما لم أشاهده منها أعظم وأعظم، ووقائع فراسته تستدعي سفرا ضخما) * «٥» .

٩-* (روي عن الحسن البصريّ أنّه دخل عليه عمرو بن عبيد فقال: هذا سيّد فتيان البصرة إن لم يحدث، فكان من أمره من القدر ما كان، حتّى هجره عامّة إخوانه) * «٦» .

١٠-* (قال ثعلب: الواسم النّاظر إليك من فرقك «٧» إلي قدمك، وأصل التّوسّم التّثبّت والتّفكّر، مأخوذ من الوسم وهو التّأثير بحديدة في جلد البعير وغيره، وذلك يكون بجودة القريحة وحدّة الخاطر وصفاء الفكر، زاد غيره: وتفريغ القلب من حشو الدّنيا، وتطهيره من أدناس المعاصي وكدورة الأخلاق وفضول الدّنيا) * «٨» .

١١-* (قال عمرو بن نجيد: كان شاه الكرمانيّ حادّ الفراسة لا يخطىء، ويقول: من غضّ بصره عن المحارم، وأمسك نفسه عن الشّهوات، وعمّر باطنه بالمراقبة وظاهره باتّباع السّنّة، وتعوّد أكل الحلال لم تخطىء فراسته) * «٩» .


(١) مدارج السالكين (٢/ ٥٠٦) .
(٢) تفسير القرطبي مج ٥، ج ١٠، (ص ٤٣) .
(٣) مدارج السالكين (٢/ ٥٠٦) .
(٤) المرجع السابق (٢/ ٥١٠) .
(٥) المرجع السابق (٢/ ٥١٠) .
(٦) تفسير القرطبي مج ٥، ج ١٠، (ص ٤٤) .
(٧) فرقك: أي من رأسك إلى قدمك.
(٨) تفسير القرطبي مج ٥، ج ١٠، (ص ٤٤) .
(٩) مدارج السالكين (٢/ ٥٠٥) .