للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا) * «١» .

٧-* (قال جبير بن نفير- رضي الله عنه-:

«لمّا فتحت قبرص فرّق بين أهلها، فبكى بعضهم إلى بعض، فرأيت أبا الدّرداء جالسا وحده يبكي. فقلت:

يا أبا الدّرداء ما يبكيك في يوم أعزّ الله فيه الإسلام وأهله؟ فقال: ويحك يا جبير، ما أهون الخلق على الله عزّ وجلّ- إذا أضاعوا أمره بينما هي أمّة قاهرة ظاهرة لهم الملك، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى» ) * «٢» .

٨-* (قال الأوزاعيّ- رحمه الله تعالى- «أنبئت أنّه كان يقال: ويل للمتفقّهين بغير العبادة، والمستحلّين للحرمات بالشّبهات» ) * «٣» .

٩-* (قال سليمان التّيميّ- رحمه الله تعالى- «إنّ الرّجل ليصيب الذّنب في السّحر فيصبح وعليه مذلّته» ) * «٤» .

١٠-* (قال يحيى بن معاذ الرّازيّ- رحمه الله تعالى-: «عجبت من ذي عقل يقول في دعائه: اللهمّ لا تشمت بي الأعداء، ثمّ هو يشمت بنفسه كلّ عدوّ له» قيل: وكيف ذلك؟ قال: «يعصي الله ويشمت به في القيامة كلّ عدوّ» ) * «٥» .

١١-* (قال القاضي أبو يعلى- رحمه الله تعالى-: «إن بغى البغاة على أهل العدل قاتلهم على بغيهم إذا لم يمكن ردّهم عن البغي إلّا بالقتال، لأنّ قتال أهل البغي من حقوق الله الّتي لا يجوز أن تضاع، فكونها محفوظة في حرمة الله أولى من أن تكون مضاعة فيه» ) * «٦» .

١٢-* (قال ابن الجوزيّ- رحمه الله تعالى-:

«بقدر إجلال العبد لله يجلّه الله- عزّ وجلّ- وبقدر تعظيمه قدره واحترامه يعظم قدر العبد وحرمته. وكم من رجل أنفق عمره في العلم حتّى كبرت سنّه، ثمّ تعدّى الحدود فهان عند الخلق، ولم يلتفتوا إليه مع غزارة علمه وقوّة مجاهدته، وأمّا من راقب الله- عزّ وجلّ- في صبوته. فقد يكون قاصر الباع بالنّسبة للصّنف الأوّل، ومع ذلك عظّم الله قدره في القلوب حتّى علقته النّفوس، ووصفته بما يزيد على ما فيه من الخير» ) * «٧» .

١٣-* (قال ذو النّون المصريّ- رحمه الله تعالى-: «من خان الله في السّرّ هتك الله ستره في العلانية» ) * «٨» .

١٤-* (قال بعض السّلف: «ما انتهك المرء من أخيه حرمة أعظم من أن يساعده على معصية ثمّ يهوّنها عليه» ) * «٩» .


(١) مسلم (٢٧٨١) .
(٢) الداء والدواء (٤٧، ٤٨) وعزاه لأحمد في المسند.
(٣) الدارمي (١/ ٧٦) رقم (١٨٧) .
(٤) الداء والدواء (٦٠) .
(٥) الداء والدواء (٦٠) .
(٦) الأحكام السلطانية لأبي يعلى (١٩٣- ١٩٤) .
(٧) بتصرف من صيد الخاطر (١٩٤) .
(٨) الداء والدواء (٦٠) .
(٩) إحياء علوم الدين (٤/ ٣٣) .