للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول «من استعملناه «١» منكم على عمل فكتمنا مخيطا «٢» فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة» ) * «٣» .

٤-* (عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أمّر أميرا على جيش أو سريّة أوصاه في خاصّته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا» . ثمّ قال: «اغزوا في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلّوا ولا تغدروا ولا تمثّلوا ولا تقتلوا وليدا ... »

الحديث) * «٤» .

٥-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «غزا نبيّ من الأنبياء فقال لقومه:

لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة، وهو يريد أن يبني بها «٥» ولمّا يبن، ولا آخر قد بنى بنيانا، ولمّا يرفع سقفها، ولا آخر قد اشترى غنما أو خلفات «٦» ، وهو منتظر ولادها، قال: فغزا. فأدنى للقرية حين صلاة العصر، أو قريبا من ذلك. فقال للشّمس: أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهمّ احبسها عليّ شيئا، فحبست عليه حتّى فتح الله عليه، قال: فجمعوا ما غنموا، فأقبلت النّار لتأكله، فأبت أن تطعمه، فقال: فيكم غلول، فليبايعني من كلّ قبيلة رجل، فبايعوه فلصقت يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فلتبايعني قبيلتك، فبايعته، قال: فلصقت «٧» بيد رجلين أو ثلاثة، فقال: فيكم الغلول، أنتم غللتم. قال:

فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب، قال: فوضعوه فى المال وهو بالصّعيد «٨» ، فأقبلت النّار فأكلته، فلم تحلّ الغنائم لأحد من قبلنا «٩» ، ذلك بأنّ الله تبارك وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا فطيّبها لنا» ) * «١٠» .

٦-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن. ولا يسرق السّارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن» وزاد أبو هريرة «ولا ينتهب نهبة «١١» ذات شرف يرفع النّاس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن» وزاد همّام «١٢» «ولا يغلّ أحدكم حين يغلّ وهو مؤمن فإيّاكم إيّاكم» ) * «١٣» .

٧-* (عن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: لمّا كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: فلان شهيد، فلان شهيد. حتّى مرّوا


(١) استعملناه: أي وليناه عملا.
(٢) مخيطا فما فوقه: المخيط: الإبرة يخاط بها الثوب، وضرب بها المثل في القلة.
(٣) مسلم (١٨٣٣) .
(٤) مسلم (١٧٣١) .
(٥) يبني بها: أي يدخل دخول الرجل على زوجته.
(٦) الخلفات: الحوامل.
(٧) لصقت: المراد لصقت يد النّبيّ بيد رجلين أو ثلاثة.
(٨) الصعيد: أي وجه الأرض.
(٩) هذا من كلام الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
(١٠) البخاري- الفتح ٦ (٣١٢٤) ، ومسلم (١٧٤٧) واللفظ له، والمسند (٨٢٥٨) .
(١١) نهبة ذات شرف: النّهبة من النّهب وهو الغارة والسّلب، والشرف هو القدر العظيم، والمعنى لا يختلس شيئا له قيمة غالية (النهاية ٥/ ١٣٣) .
(١٢) همّام: هو همّام بن منبه، وهو أحد رواة الحديث.
(١٣) البخاري- الفتح ٥ (٢٤٧٥) ، مسلم (٥٧) .