للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآية» ) * «١» .

٧-* (عن أبيّ بن كعب- رضي الله عنه- قال: كان رجل لا أعلم رجلا أبعد من المسجد منه.

وكان لا تخطئه صلاة. قال:- فقيل له: أو قلت له-:

لو اشتريت حمارا تركبه في الظّلماء وفي الرّمضاء. قال:

ما يسرّني أنّ منزلي إلى جنب المسجد. إنّي أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «قد جمع الله لك ذلك كلّه» ) * «٢» .

٨-* (عن ربيعة بن كعب الأسلميّ- رضي الله عنه- قال: كنت أبيت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

فأتيته بوضوئه وحاجته. فقال لي: «سل» فقلت:

أسألك مرافقتك في الجنّة. قال «أو غير ذلك؟» قلت:

هو ذاك. قال: «فأعنّي على نفسك بكثرة السّجود» ) * «٣» .

٩-* (عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه- قال: كنت مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في سفر، فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنّة ويباعدني من النّار. قال: «لقد سألتني عن عظيم، وإنّه ليسير على من يسّره الله عليه، تعبد الله، ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت» ، ثمّ قال: «ألا أدلّك على أبواب الخير: «الصّوم جنّة، والصّدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النّار، وصلاة الرّجل من جوف اللّيل شعار الصّالحين «٤» ، قال: ثمّ تلا تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً حتّى بلغ يَعْمَلُونَ (السجدة/ ١٦- ١٧) ثمّ قال: ألا أخبرك برأس الأمر كلّه وعموده وذروة سنامه؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصّلاة، وذروة سنامه الجهاد» ، ثمّ قال: «ألا أخبرك بملاك «٥» ذلك كلّه؟» قلت: بلى، يا نبيّ الله، فأخذ بلسانه، قال: «كفّ عليك هذا» فقلت: يا نبيّ الله، وإنّا لمؤاخذون بما نتكلّم به؟ قال:

«ثكلتك أمّك يا معاذ، وهل يكبّ النّاس في النّار على وجوههم- أو قال: على مناخرهم- إلّا حصائد ألسنتهم؟!» ) * «٦» .

١٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «لمّا خلق الله الجنّة قال لجبريل:

اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، ثمّ جاء، فقال: أي ربّ، وعزّتك لا يسمع بها أحد إلّا دخلها، ثمّ حفّها بالمكاره، ثمّ قال: يا جبريل، اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، ثمّ جاء فقال: أي


(١) البخاري- الفتح ٦ (٢٨٠٥) واللفظ له ومسلم برقم (١٩٠٣) .
(٢) مسلم (٦٦٣) .
(٣) مسلم (٤٨٩) .
(٤) شعار الصالحين: الشعار العلامة، وهو: ما يتنادى به الناس في الحرب مما يكون بينهم علامة يتعارفون بها.
(٥) الملاك- بكسر الميم وفتحها- قوام الشيء ونظامه وما يعتمد عليه فيه.
(٦) الترمذي (٢٦١٦) واللفظ له وقال: حسن صحيح. وأحمد في المسند، وابن ماجه، وقال محقق جامع الأصول (٩/ ٥٣٤- ٥٣٥) : هو حديث صحيح بطرقه.