للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأسي «١» فيدعوه خبزة. قال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك «٢» ، وأنفق فسننفق

عليك، وابعث جيشا نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك. قال: وأهل الجنّة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدّق موفّق؛ ورجل رحيم رقيق القلب لكلّ ذي قربى ومسلم؛ وعفيف متعفّف ذو عيال. قال: وأهل النّار خمسة: الضّعيف الّذي لا زبر له «٣» ، الّذين هم فيكم تبعا لا يتبعون «٤» أهلا ولا مالا؛ والخائن الّذي لا يخفى له طمع «٥» ، وإن دقّ إلّا خانه؛ ورجل لا يصبح ولا يمسي إلّا وهو يخادعك عن أهلك ومالك» . وذكر البخل أو الكذب «٦» «والشّنظير «٧» الفحّاش» ولم يذكر أبو غسّان في حديثه «وأنفق فسننفق عليك» ) * «٨» .

١١-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّ رجلا لعن الرّيح، وقال مسلم: إنّ رجلا نازعته الرّيح رداءه على عهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلعنها. فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «لا تلعنها، فإنّها مأمورة، وإنّه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللّعنة عليه» ) * «٩» .

١٢-* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ اللّعّانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة» ) * «١٠» .

١٣-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إيّاكم والفحش والتّفحّش، فإنّ الله لا يحبّ الفاحش المتفحّش، وإيّاكم والظّلم، فإنّه هو الظّلمات يوم القيامة، وإيّاكم والشّحّ، فإنّه دعا من قبلكم، فسفكوا دماءهم، ودعا من قبلكم فقطعوا أرحامهم، ودعا من قبلكم فاستحلّوا حرماتهم» ) * «١١» .

١٤-* (عن أبي برزة- رضي الله عنه- قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلا إلى حيّ من أحياء العرب، فسبّوه وضربوه، فجاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبره. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لو أنّ أهل عمان «١٢» أتيت، ما سبّوك


(١) إذا يثلغوا رأسي: أي يشدخوه ويشجوه كما يشدخ الخبز، أي يكسر.
(٢) نغزك: أي نعينك.
(٣) لا زبر له: أي لا عقل له يزبره ويمنعه مما لا ينبغي. وقيل: هو الذي لا مال له. وقيل: الذي ليس عنده ما يعتمده.
(٤) لا يتبعون: مخفف ومشدد من الإتباع. أي يتبعون ويتبعون. وفي بعض النسخ: يبتغون أي يطلبون.
(٥) والخائن الذي لا يخفى له طمع: معنى لا يخفى لا يظهر. قال أهل اللغة: يقال خفيت الشيء إذا أظهرته. وأخفيته إذا سترته وكتمته هذا هو المشهور. وقيل: هما لغتان فيهما جميعا.
(٦) وذكر البخل أو الكذب: في أكثر النسخ: أو الكذب. وفي بعضها: والكذب. والأول هو المشهور.
(٧) الشنظير: فسره في الحديث بأنه الفحاش، وهو السّيّء الخلق.
(٨) مسلم (٢٨٦٥)
(٩) أبو داود (٤٩٠٨) واللفظ له. والترمذي (١٩٧٨) وقال: حسن غريب. وقال محقق «جامع الأصول» : خرجه ابن حبان وهو حديث صحيح (١٠/ ٧٦٤)
(١٠) مسلم (٢٥٩٨)
(١١) الحاكم (١/ ١٢) ، وابن حبان (١٤/ ١٤١) / ٦٢٤٨، والبخاري في الأدب المفرد (٤٨٧) ، والبيهقي في الآداب الشرعية (١٠٨) ، وهو في المسند من طريق أخرى (٢/ ٤٣١) ، وهو حديث حسن وله شاهد من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما-.
(١٢) عمان: مدينة بالبحرين. وهي الآن في سلطنة عمان.