للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فنزلت فأوترت، فقال عبد الله: أليس لك في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أسوة؟. فقلت: بلى والله. قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يوتر على البعير» ) * «١» .

٨-* (عن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: قدم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر فنزل على ابن أخيه الحرّ بن قيس بن حصن وكان من النّفر الّذين يدنيهم عمر، وكان القرّاء أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولا كانوا أو شبابا، فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي هل لك وجه عند هذا الأمير فتستأذن لي عليه؟. قال: سأستأذن لك عليه. قال ابن عبّاس: فاستأذن لعيينة، فلمّا دخل قال: يا ابن الخطّاب، والله ما تعطينا الجزل، وما تحكم بيننا بالعدل. فغضب عمر حتّى همّ بأن يقع به، فقال الحرّ:

يا أمير المؤمنين، إنّ الله تعالى قال لنبيّه صلّى الله عليه وسلّم: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ (الأعراف/ ١٩٩) وإنّ هذا من الجاهلين. فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقّافا عند كتاب الله» ) * «٢» .

٩-* (عن سعيد بن جبير قال: «كنت مع ابن عمر حيث أفاض من عرفات، ثمّ أتى جمعا فصلّى المغرب والعشاء، فلمّا فرغ قال: فعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في هذا المكان مثل ما فعلت. قال هشيم مرّة: فصلّى بنا المغرب، ثمّ قال: الصّلاة، وصلّى ركعتين، ثمّ قال:

هكذا فعل بنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في هذا المكان» ) * «٣» .

١٠-* (عن إبراهيم بن أدهم؛ قال: سألت ابن شبرمة عن شيء وكانت عندي مسألة شديدة، فقلت: رحمك الله انظر فيها، قال: «إذا وضح لي الطّريق ووجدت الأثر لم أحبس «٤» » ) * «٥» .

١١-* (قال مجاهد- في قول الله تعالى:

وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً (الفرقان/ ٧٤) قال:

أئمّة نقتدي بمن قبلنا، ويقتدى بنا من بعدنا» ) * «٦» .

١٢-* (عن إبراهيم النّخعيّ؛ قال: لقد أدركت أقواما، لو لم يجاوز أحدهم ظفرا لما جاوزته، كفى إزراء على قوم أن تخالف أفعالهم) * «٧» .

١٣-* (قال ابن القيّم- رحمه الله-: «العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملا يثقله ولا ينفعه» ) * «٨» .

١٤-* (قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى:

لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ... : هذه الآية الكريمة أصل كبير في التّأسّي برسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أقواله وأفعاله وأحواله. ولهذا أمر الله تبارك وتعالى النّاس بالتّأسّي بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم الأحزاب في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربّه عزّ وجلّ) * «٩» .


(١) مسلم (٧٠٠) .
(٢) البخاري- الفتح ١٣ (٧٢٨٦) .
(٣) أحمد وقال الشيخ أحمد شاكر (٤٤٦٠) : إسناده صحيح.
(٤) أي لم أحبس كلامي عنك.
(٥) الدارمي (١/ ٨٣) برقم (٢٢٠) .
(٦) قال الحافظ في الفتح (١٣/ ٢٦٥) أخرجه الفريابي والطبري وغيرهما بسند صحيح.
(٧) الدارمي (١/ ٨٣) برقم (٢١٨) .
(٨) الفوائد (٦٧) .
(٩) تفسير القرآن العظيم (٣/ ٤٨٣) .